تطرقت تقارير دولية في 2022، عن الإمكانيات الهامة التي تزخر بها الجزائر، تمكنها من توظيفها في إستراتيجيتها لإنتاج الهيدروجين.
وقال تقرير لمنظمة الدول العربية المصدرة للنفط “أوابك” في 2022، أن الجزائر انضمت إلى قائمة الدول، التي أعدت الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين.
من جهة أخرى، كشفت تقديرات للوكالة الدولية للطاقة، عن القدرة الإنتاجية للدول الإفريقية للهيدروجين والتي حددت بـ 5 مليار طن، علما أنها تتوفر على إمكانات ومؤهلات من بينها تكلفة منخفضة لتوظيف الطاقات المتجددة، ما يجعلها مؤهلة للتحول إلى فاعل في بنية إنتاج الطاقة الجديدة.
ومن بين هذه الدول الجزائر، التي ستتحول إلى مصدر للمادة باستخدام الطاقة المتجددة، إلى شمال أوروبا وبأسعار تنافسية دوليًا آفاق 2030. تضيف تقديرات الوكالة الدولية للطاقة.
وفي هذا السياق، تبلغ احتياجات الجزائر من الهيدروجين كطاقة بديلة، نحو 80 ألف جيغاواط في حدود 2030، في الوقت الذي تأمل فيه مرافقة أوروبا بالهيدروجين، مثلما رافقتها بالغاز الطبيعي، حيث تعتزم بلادنا على وضع مخطط آخر لدعم التخزين الضخم للهيدروجين والكهرباء المنتجة من الموارد المتجددة التي تزخر بها.
وكان قد أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، في فيفري 2022، على إمكانية أن تكون الجزائر فاعلًا أساسيًا في مجال الهيدروجين الأخضر، وأن تقوم بدور رئيسي في مسار تحول الطاقة خلال السنوات المقبلة.
بدوره وفي أفريل 2022، قال محافظ الطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية، نور الدين ياسع، أن الجزائر التي تتمتع بإمكانيات شمسية، قادرة على إنتاج الهيدروجين الأخضر بتكاليف تنافسية، وبالفعل هذا ما تسعى إلى تطويره الجزائر، وبلوغ تطوير وقود المستقبل الخالي من الإنبعاثات للوصول إلى الحياد الكربوني.
وتعمل الجزائر في هذا الصدد، على فتح ورشة تخص الهيدروجين وإعداد إستراتيجية لتطويره، إلى جانب إعداد إطار تشريعي وتنظيمي ملائم لذلك، وتحديد القطاعات ذات الأولوية لإستعمال الهيدروجين، وتأهيل رأس المال البشري والبحث العلمي، الذي يمكنها من إنجاز الدراسات اللازمة تسمح ببناء مشاريع تجريبية، غير متناسية ضرورة تطوير علاقاتها وشراكاتها مع الدول.
للإشارة، كانت قد أعلنت شركة إيني عن تأسيس كيان جديد باسم “نيوكو”، مهمته إدارة تشغيل خط نقل الغاز الرابط بين الجزائر وإيطاليا بحصة 50.1 بالمائة لشركة ايني، التي تناولت بالحصة المتبقية أي 49.9 بالمائة لشركة “سنام”، مع إمكانية استغلال البنية التحتية، في شمال إفريقيا لتكون مصدرا للهيدروجين الأخضر إلى أسواق أوروبا.
وخلال العام الماضي، تم الكشف عن توجه مجمع سوناطراك لإطلاق مشروعين نموذجين لإنتاج الهيدروجين الأخضر بجنوب البلاد في سنتي 2023 و2024، كما وقّع مجمع سوناطراك، في 20 ديسمبر 2022 مع شركة الغاز الألمانية “في أن جي – آ جي”، على مذكرة تفاهم ، تهدف إلى دراسة إمكانيات التعاون لإنجاز مشاريع في مجال الهيدروجين والأمونيا الخضراء قصد تصديرهما نحو ألمانيا.
وأجمعت العديد من التقارير بأن الجزائر ستصبح دولة منتجة موثوق فيها لطاقة المستقبل الهيدروجين الأخضر، وحتى الأزرق، في إنتاجها محليا وولوجها عالم التصدير نحو أوروبا أيضا وتدخل السباق العالمي الطاقوي.