افتتاحية سهم الشعب يختار الاستمرارية ومواصلة البناء

“الهيدروجين الأخضر”..ثورة عالمية تخطط الجزائر السيطرة عليها

Carrousel

تمتلك الجزائر قدرات هامة لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره نحو الخارج خاصة في ظل الاهتمام العالمي بهذه الطاقة النظيفة في سياق البحث عن الوقود الأمثل المحرك لمرحلة ما بعد كورونا، وهو ما يشكل فرصة لإنعاش الاقتصاد الجزائري الذي تأثر في السنوات الماضية جراء تهاوي أسعار المحروقات والأزمة التي خلفتها جائحة كورونا كوفيد 19.

وتبدي منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، التي عقدت مؤخرا اجتماعها الخامس بعد المائة، اهتماما بارزا بهذا البديل الطاقوي وأشارت الى أن الجزائر تعد أول دولة في العالم بادرت بخطوة دراسة الاستفادة من خطوط أنابيب الغاز الطبيعي في تصدير الهيدروجين إلى الخارج، وهي الخطوة التي من شأنها ضمان استمرار الدور المحوري للجزائر في تزويد الأسواق الأوروبية باحتياجاتها مستقبلًا من مصادر الطاقة، كما تضمن استمرارية استحواذ الجزائر على الأسواق سواء بوفرة المحروقات أو بدونها، الأمر الذي سيساهم في ازدهار البلاد وانتعاشها اقتصاديا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اقرأ أيضا: الجزائر هي أول دولة عالميًا ستصدر ‎الهيدروجين في أنابيب ‎الغاز إلى الخارج

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهيدروجين..ذهب المستقبل

والهيدروجين الأخضر هو عبارة عن وقود خالٍ من الكربون، مصدر إنتاجه هو الماء، حيث يتشكل عن طريق فصل جزيئات الهيدروجين عن جزئيات الأكسجين بالماء، بواسطة كهرباء يتم توليدها عبر مصادر الطاقة المتجددة، كما يعتبر الهيدروجين الأخضر صديقا للبيئة نتيجة انعدامه من الكربون فهو عبارة عن وقود بدون كربون وهذا أجمل ما قد تحصل عليه البشرية.

ويمكن تخزين الهيدروجين بأشكاله المختلفة المضغوط، المسال، الصلب، في الأنابيب الكربونية أو نقله كغاز إلى مسافات بعيدة عبر الأنابيب سواء أنابيب مخصصة له، أو عبر أنابيب الغاز الطبيعي.

وتبرز فائدة استخدام الهيدروجين كحامل للطاقة، في مسعى يجعل منه“نافذة لـدعم الطلب علـى الغاز والتقليل من انبعاثات الكربون من خلال استخدامه كوقود في قطاعات النقل والإسكان والصناعة، علاوة على إمكانية استخدامه في قطاع توليد الطاقة الكهربائية.

الجزائر وثورة الهيدروجين الأخضر

وأطلقت الجزائر مؤخرا مشروع تحت عنوان “ثورة الهيدروجين الأخضر” وأشارت وزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة أن “المخطط خاص بها على غرار الدول المتقدمة”، مبرزة رغبة الجزائر في “الولوج إلى هذه الثورة الطاقوية”، فأقامت الحكومة مخطط تمويلي لهذه الاستراتيجية مؤكدة بأن ذلك يندرج في سياق البحث عن حلول لما بعد “نفاذ الغاز الطبيعي” المرتقب في حدود سنة 2040.

ولعل من أكبر المشاريع التي أطلقتها الدولة الجزائرية في هذا الصدد هو مشروع 1000 “ميغاواط” و”الهيدروجين الأخضر” و”السخّانات المائية”، إلى غير ذلك من المشاريع التي أطلقتها الوزارة منذ تأسيسها شهر جويلية الفارط ،حيث أشار وزير الطاقة والموارد المتجددة الى أن الجزائر تطمح إلى تحقيق 15000 “ميغاواط” في آفاق 2035، بمعدل 1000 “ميغاواط” سنويا، كما أكد أن دفتر الشروط الخاص بهذا المشروع سيخرج للعلن قريبا، حيث تم  تجسيد ما نسبته 95 ٪ من النصوص القانونية المتعلقة به.

الجزائر ترفع التحدي

وتواجه الجزائر عدة تحديات للتوجه نحو إنتاج الهيدروجين حصرها الخبير في الشون الطاقوية مهماه بوزيان في خمس نقاط أولها الإسراع في انجاز المشاريع الخاصة بالطاقات المتجددة وعلى رأسها مشاريع الطاقة الشمسية، والثانية تتعلق بتوفير كميات كبيرة من الماء المقطر والثالثة التحكم في تقنيات وتكنولوجيا نقل الهيدروجين عبر أنابيب الغاز الطبيعي، والرابعة تتعلق بحديد التكلفة، إضافة إلى النقطة الخامسة والمتعلقة بتحيين ترسانة القوانين الخاصة بهذه الثروة.