افتتاحية سهم الشعب يختار الاستمرارية ومواصلة البناء

خريجو الجامعات في الجزائر بين حلم التوظيف و تحفيزات الدولة لإنشاء مؤسسة فماذا سيختارون؟

Carrousel

تسعى الحكومة الجزائرية على تشجيع الطلبة المتخرجين من الجامعات والمعاهد ومراكز التكوين المهني للولوج إلى عالم المقاولاتية عن طريق إنشاء مؤسسات مصغرة خاصة بهم لخلق مناصب عمل جديدة والمساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني. لكن أغلب الطلبة متخوفون من ذلك بسبب واقع مناخ الاستثمار في الجزائر بعد فشل العديد من المؤسسات الاقتصادية المصغرة وركودها في ظل جائحة كورونا ، التي أثرت بشكل مباشر عليها. بالمقابل تعمل الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية “أناد” بالتنسيق مع دور المقاولاتية الناشطة على مستوى الجامعات للتعريف أكثر بالمقاولاتية وسط الشباب الجامعي وتحفيزهم على إنشاء مؤسسات في مختلف التخصصات.

ارتفاع نسبة البطالة بسبب جائحة كورونا

عرفت نسبة البطالة في الجزائر ارتفاعا منذ ظهور جائحة كورونا، حيث بلغت 11,5% وفق ما كشف عنه الوزير السابق للعمل الهاشمي جعبوب. وخلال عام 2021 الجاري فقدت السوق المحلية لنحو 51 ألف وظيفة نتيجة غلق المصانع وفرض القيود بفعل وباء كورونا ، بالمقابل تم تشغيل 37 ألف من حاملي الشهادات الجامعية في وظائف دائمة بعد أن كانوا أصحاب عقود عمل مؤقتة وفق تقارير إعلامية مؤكدة.

شبح البطالة يراود الطلبة الجزائريين خريجي الجامعات

وحسب بيانات سابقة نقلها مصدر إعلامي مطلع فإن نسبة البطالة عند خريجي الجامعات بلغت 23% و 27 % وسط الشباب الجامعي.

لايزال شبح البطالة يراود الطلبة المتخرجين ، فأغلبهم توجهوا إلى مهن سواء في القطاع العام أو الخاص لا علاقة لها بتخصصاتهم الجامعية. وفي هذا الصدد ، أرجع البعض من الطلبة في تصريح أدلوا به لموقع “سهم ميديا” السبب إلى الشروط التي تحددها الشركات لتوظيفهم أبرزها اكتساب الخبرة، التي يفتقرها معظمهم نظرا للدروس النظرية التي تلقوها في الجامعة أكثر من التطبيقية على حد تعبيرهم، ما قلص حظوظهم للالتحاق بمهن تخصصاتهم.

الطلبة متخوفون من الولوج إلى عالم المقاولاتية ويدعون إلى تحسينه

أما بخصوص نظرة الطلبة المتخرجين من الجامعة إلى عالم المقاولاتية، أعرب البعض منهم ل”سهم ميديا” عن تخوفهم من فكرة إنشاء مؤسسة مصغرة بسبب العراقيل التي قد تواجههم لاسيما في مدى حصولهم على المشاريع ومناخ الأعمال الحالي في البلاد الغير مشجع نوعا ما. داعين إلى تحسينه لتمكينهم من الولوج إلى عالم المقاولاتية وإنشاء مؤسسات تساهم في النهوض بالاقتصاد الوطني.

نموذج لشباب متشبثين بمؤسساتهم بالرغم من العراقيل

انخرط شباب إلى عالم المقاولاتية وكلهم عزم و إرادة لتقديم أفكار جديدة للزبائن سواء كانت مؤسسة عمومية أو خاصة لإعطاء نفس جديد وتطوير القاعدة التجارية، غير أن انطلاقتهم اتسمت بالبطىء نظرا لواقع المقاولاتية الراهن، غير أنهم لازالوا متشبثين بمؤسساتهم ومواجهتهم لكافة العراقيل التي يواجهونها.

تنسيق محكم بين وكالة “أناد” ودور المقاولاتية بالجامعات للتقرب إلى الطلبة وتحفيزهم على إنشاء مؤسسات مصغرة

عقدت الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية “أناد” عدة جلسات عمل مع إطاراتها عبر الوطن لتحسين دورها وتطبيق الإجراءات والتكفل بكل انشغالات الشباب أصحاب المشاريع للمساهمة الفعالة في إنشاء مؤسسات مصغرة متنوعة ذات مقاربة اقتصادية، حيث نظمت الوكالة ندوات تقربت من خلالها إلى الطلبة الجامعيين لتحفيزهم للولوج إلى عالم المقاولاتية بتقديمها للامتيازات الممنوحة وكيفية الإستفادة منها إلى جانب توجيههم في مشروعهم الاستثماري والاستفادة منها، ناهيك عن تنظيم معارض وصالونات جهوية مفتوحة للطلبة للاطلاع عليها والخروج بابرام اتفاقيات تسهل الولوج إلى المقاولاتية وفق حاجيات السوق.

تعكف الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية “أناد” بالتنسيق مع دور المقاولاتية بكافة جامعات الوطن للتقرب أكثر من الطلبة الجامعيين، حيث نظمت أبوابا مفتوحة وأيام إعلامية خاصة بالمقاولاتية وإنشاء مؤسسات مصغرة لفائدة الطلبة على مستوى مقر دور المقاولاتية بالاقطاب الجامعية إلى جانب تشكيل ورشات عمل تمثل مختلف المشاركين وأجنحة خاصة بالمقاولين المستفيدين من دعم الوكالة في إنشاء مشاريعهم الخاصة.

الخبير الاقتصادي تيغرسي يدعو إلى تذليل العقبات وتسهيل مناخ الأعمال لاستثمار الشباب

وفيما يتعلق بمناخ الأعمال السائد حاليا في الجزائر، أوضح الخبير الاقتصادي في تصريح له لموقع “سهم ميديا” ، الهواري تيغرسي أن مناخ الأعمال يعد تحضيرا للمحفزات المالية والجبائية والعقارية وتذليل العقبات الادارية أمام المواطن للاستثمار والانتاج والابداع لتسهيل وخلق هذه المؤسسات الناشئة أو الحاضنات أو المؤسسات الصغيرة.

تيغرسي ل”سهم ميديا” : دار المقاولاوتية تسمح للطالب بالتمرن وتحضير أفكاره لتجسيدها ميدانيا

وقال تيغرسي في ذات السياق أن الطالب يمثل بذرة المؤسسة التي يتم خلقها في بداية مشواره الجامعي عن طريق دار المقاولاوتية الموجودة في الجامعة والتي تسمح له بالتمرن فيها وتحضير كل أفكاره وطاقته النظرية والتطبيقية وتجسيد فكرته المقاولاتية بكل المقايييس التقنية والمالية والسوقية لتصبح قابلة للتطبيق وجاهزة للعمل وقابلة للمنافسة وواقعية موجهة للمواطن.

ودعا تيغرسي في سياق حديثه إلى تقريب المؤسسات للطالب وفتح المعلومة وتسهيلها له إلى جانب القيام بااصلاحات عبر هندسة المنظومة المالية والعقارية والادارية.

تحسين مناخ المقاولاتية يعد أبرز المطالب التي ألح عليه خريجو الجامعات والمعاهد ليتسنى لهم إنشاء مؤسسات مصغرة متنوعة تلبي حاجيات السوق الوطنية في كل ولاية لتحقيق الاكتفاء الذاتي والتصدير نحو الخارج.