افتتاحية سهم الشعب يختار الاستمرارية ومواصلة البناء

دراسة ألمانية: الجزائر قوة عظمى في الطاقة الشمسية… و تكشف حجمها

اقتصاد الجزائر

أجمع العديد من الخبراء أن الجزائر ستصبح بلدا منتجا ومصدرا رئيسيا للطاقات المتجددة في العالم، نظرا لموقعها الاستراتيجي الذي تتميز به لاسيما في مجال الطاقة الشمسية.

و أظهرت دراسة ألمانية نشرتها مؤسسة “Friedrich-Ebert” الألمانية، مطلع سبتمبر الجاري بعنوان “تحديات تحول الطاقة في البلدان المصدرة للوقود الأحفوري – حالة الجزائر”، أن الجزائر ستصبح بلدا منتجا ومصدرا رئيسيا للطاقات المتجددة بفضل جغرافيتها ومناخها الجيد.

وقال التقرير الالماني ان الجزائر تعد من أكبر الدول الأفريقية من حيث المساحة، حيث تتمتّع بما يتراوح بين 2000 و 3000 ساعة سنويا من أشعة الشمس في صحراءها والتي تغطي 80٪ من المساحة الإجمالية لها و بأعلى درجة حرارة سطحية أيضا، ما يمكنها من انتاج الطاقة الشمسية بشكل مريح.

صحراء الجزائر… منصة واعدة لإنتاج الطاقة الشمسية 

و أضافت ذات الدراسة أن الصحراء الجزائرية باستطاعتها لوحدها توليد أكثر من 169400 تيراواط في الساعة أي (1 تيراواط = 1000000 ميغاواط) من الكهرباء أي ما يمثل 5000 مرة ضعف الاستهلاك الوطني للكهرباء في السنة.

و نظرا لقرب الجزائر من القارة الأوروبية و سمعتها الجيدة عالميا كشريك موثوق للطاقة، فإنها قادرة على تصدير الطاقة المتجددة فعليا، يؤكد ذات التقرير.

و شهدت الجزائر مقترحات عدة من شركات عالمية ترغب في الاستثمار في الطاقة الشمسية بالجزائر، كان أبرزها مشروع “ديزارتيك” للطاقات المتجددة والذي اقترح في جانفي 2009، وفي هذا الصدد، كشف التقرير الأوروبي أن هذا المشروع الألماني يعتمد على الطاقة الشمسية الحرارية على أن تصدّر في شكل كهرباء منتجة إلى أوروبا، الى جانب استفادة بلدان شمال إفريقيا منه أيضا. لكن المشروع الطاقوي الضخم توقف لاسباب عديدة تمثلت في ارتفاع تكاليفه وعدم نجاعته الاقتصادية، و أردفت الدراسة الأوروبية أن مشروع “ديزارتيك” كان هدفه بناء شبكة ضخمة لمحطات توليد الطاقة الشمسية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط لتمكين أوروبا من التزود بنحو 20 في المائة من احتياجاتها من الكهرباء عبره ونقلها بواسطة شبكات كهرباء الضغط العالي العادية إلى القارة العجوز.

الانطلاقة

و مع حلول 2021, اطلقت وزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة مناقصة لإنجاز مشروع انتاج الطاقة الشمسية بسعة 1000 ميغاواط ما يعرف باسم “سولار 1000 ميغاواط”، حيث يكمن هذا المشروع في تشكيل شركات مهامها إنجاز محطات للطاقة الشمسية الكهروضوئية بسعة 1000 ميغاواط، على المستوى الوطني، بحيث ستنتج كل محطة ما بين 50 و300 ميغاواط.

و قامت الجزائر بتحديد المواقع الموجهة لمشاريع انجاز محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية والتي اوكلت هذه المهمة إلى  الشركة الجزائرية للطاقات المتجددة “SHAEMS, SPA”، بدراسة طلبات العرض.

كما سيتم تسويق الكهرباء “من خلال عقد بيع وشراء الكهرباء (اتفاقية شراء الطاقة أو PPP)، المبرم لمدة تشغيل تبلغ خمسة وعشرين (25) سنة لكل محطة توليد، بين الشركات ذات الأغراض الخاصة والمشتري شرط أن المشارك في  المناقصة عليه ان يمتثل الى النسبة الأدنى من متطلبات المحتوى المحلي، حسب نوع المنتوج والخدمات المحلية دعما للإنتاج المحلي.