أكد مروان عليان، المدير العام لبنك الاتحاد الجزائري بموريتانيا، بذل كل الجهود لمرافقة المستثمرين الجزائريين بموريتانيا، فضلا عن تعريف المستثمرين الموريتانيين بفرص الاستثمار في المصانع الجزائرية واستكشاف سبل تسويق المنتجات الوطنية في موريتانيا.
أكد مروان عليان، حرص البنك بنك الاتحاد الجزائري بموريتانيا على مرافقة الحركية الاقتصادية المتصاعدة على محور الجزائر-نواكشوط.
في حوار خص به “الإذاعة الجزائرية”، أفاد عليان، أن يوم العشرين من سبتمبر 2023، شهد الانطلاق الفعلي لبنك الاتحاد الجزائري من خلال افتتاح أول وكالة بنواكشوط، وجاء ذلك بعد حصول البنك على اعتماد البنك المركزي الموريتاني أواسط جوان 2023، ليكون بذلك ثاني بنك جزائري يتحصل على الاعتماد في الخارج، بعد “البنك الجزائري السنغالي” في أفريل 2023.
وأشار عليان، إلى أنه بعد مراسم افتتاح بنك الاتحاد الجزائري التي أشرف عليها وزير المالية، لعزيز فايد، مرّت إدارة البنك بشكل عادٍ إلى الخطوات الإجرائية مثل فتح الحسابات وإيداع الصكوك وسائر المعاملات.
وأوضح عليان أنّ مهمّة البنك تتمثل في مرافقة المتعاملين الجزائريين في تصدير منتجاتهم نحو موريتانيا ودول غرب افريقيا، ومرافقة المتعاملين الموريتانيين في مشاريع الشراكة مع نظرائهم الجزائريين، كما سيسمح البنك للمستثمرين الجزائريين بالمشاركة في مناقصات تخصّ المشاريع في موريتانيا، مؤكدا أن البنك يبقى تحت تصرف الشركات الجزائرية لمرافقتها في دعم خطط أعمالها ومجمل طلباتها.
بعد نحو خمسة أشهر من افتتاحه، أبرز عليان استعداد بنك الاتحاد الجزائري بموريتانيا، لفتح فرع جديد في العاصمة الاقتصادية للبلاد، نواذيبو، الأربعاء القادم، قصد التقرب من المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين والموريتانيين حاملي المشاريع وتعزيز التعاون الثنائي، وتتضمن خارطة طريق بنك الاتحاد الجزائري، افتتاح وكالة أخرى بمنطقة الزويرات شمال موريتانيا بحر هذا العام، مؤكداً أنّ كل الاجراءات تمّت مع السلطات المالية الموريتانية، بينها البنك المركزي الموريتاني.
وثمّن عليان فتح وكالة الزويرات في غضون السداسي الأول من عام 2024، تبعاً لقربها من الجزائر وارتباطها بعلاقات اقتصادية وروابط أكبر، مسجلا قيام مصالحه بزيارات لاستكشاف المقرّات. وأضاف: “استقبلنا العديد من مواطنينا قصد تحسيسهم بمختلف أنشطة البنك وطموحاته، وعلى مستوى موريتانيا أيضاً، تم الاتصال بالعديد من الفاعلين الاقتصاديين الموريتانيين، الذين اعتبروا وجودنا أمراً إيجابياً للغاية، وأكدوا منحنا ثقتهم”.
وإلى جانب عمليات الاستكشاف هذه، أشار مدير البنك لوجود اتصالات من طرف شركات مهتمة بالتمويلات التي يمنحها البنك، لا سيما من الجزائر، عبر البنوك الوطنية المساهمة في بنك الاتحاد الجزائري.
بشأن المشاريع التي يعتزم بنك الاتحاد الجزائري تنفيذها في المرحلة القادمة، ركّز عليان على أنّ تفعيل البنك مرتبط رأساً بإيلاء السلطات الجزائرية اهتماماً كبيراً بتكثيف التجارة البينية بين الجزائر وموريتانيا، وسط الطلب الكبير على المنتجات الجزائرية، وعليه صرّح عليان: “سنبذل كل جهودنا لنرافق المستثمرين الجزائريين بموريتانيا، فضلاً عن تعريف المستثمرين الموريتانيين بفرص الاستثمار في المصانع الجزائرية واستكشاف سبل تسويق المنتجات الوطنية في موريتانيا”.
وانتهى المدير العام لبنك الاتحاد الجزائري إلى تخطيط مصالحه لاستحداث بطاقات الدفع البنكي، والمضي قدماً في مختلف المنتجات والعروض في عام 2024. يُشار إلى أنّ بنك الاتحاد الجزائري، الذي يقع بقلب العاصمة نواكشوط، يمتلك رأسمالاً اجتماعياً بقيمة 50 مليون دولار، وهو ثمرة شراكة لأربعة بنوك عمومية هي القرض الشعبي الجزائري (بنسبة 40 بالمائة من رأس المال)، بنك الجزائر الخارجي (20 بالمائة)، البنك الوطني الجزائري (20 بالمائة) وبنك الفلاحة والتنمية الريفية (20 بالمائة).
وأتى تفعيل بنك الاتحاد الجزائري بموريتانيا، تنفيذاً لتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الرامية إلى الانفتاح على القارة الإفريقية والمشاركة في تنميتها وبعثها من خلال نشر البنوك الجزائرية في الخارج وفتح معارض مستدامة، تروّج للمنتجات والخدمات الجزائرية.
ويندرج هذا البنك ضمن استراتيجية الحكومة لتكثيف حضور المؤسسات المالية الجزائرية في الخارج وخاصة في القارة السمراء، ففضلاً عن أهميته الجيو-استراتيجية للجزائر، يأتي بنك الاتحاد الجزائري ضمن إجراءات تسهيل عمليات المبادلات التجارية وبالأخص عمليات التصدير والاستيراد للمتعاملين والمستثمرين الجزائريين خاصة في ظلّ الانتعاشة التي تشهدها المنطقة الافريقية الحرة، بما سيسمح بإضفاء ديناميكية جديدة تساهم في تقوية الاقتصاد المحلي ناهيك عن خلق الثروة مما يكرس مبدأ الفائدة والنجاح المتبادل.
ولعل إمكانيات وخصوصيات الاقتصاد الموريتاني، المهتم كثيراً بالمنتجات الجزائرية، ستخدم مسار تعزيز التكامل الثنائي بشكل أفضل في ظرف يتقاطع مع افتتاح “تصدير”، فرع “صافكس”، قبل بضعة أشهر، لمعارض دائمة للمنتجات الجزائرية في داكار ونواكشوط، بكل ما يمثّله ذلك من مقدمات مرحلة حاسمة ومهمة للغاية، لأنها تتيح للجزائر فرصة التواصل مجدّدا مع الأسواق الإفريقية.