أعربت كنفدرالية رجال الأعمال في مدينة مليلية الإسبانية عن رغبتها في تعزيز وتوسيع العلاقات الاقتصادية مع الجزائر في مختلف المجالات.
وأشارت الكنفدرالية إلى أن أقرب ميناء جزائري إلى مليلية، الواقعة في القارة الإفريقية، لا يبعد سوى ساعتين فقط، مما يعزز فرص التبادل الاقتصادي والتجاري، وذلك في إطار مساعي المدينة لتحرير نفسها من الضغوط الاقتصادية التي يفرضها المغرب منذ سنوات.
وفي هذا السياق، صرح إنريكي ألكوبا، رئيس كنفدرالية رجال الأعمال في مليلية، لوسائل الإعلام الإسبانية، بما في ذلك صحيفة “إل فارو ديجيتال”، بأن الكنفدرالية تمتلك أدوات متعددة للتفاوض مع الجزائر بشأن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين. وأكد أن مليلية، التي تتمتع بميناء مفتوح على البحر، يمكنها تنفيذ العمليات التجارية نفسها مع الجزائر وفتح آفاق للتجارة البينية.
وقال ألكوبا: “نحن مدينة تمتلك منفذًا بحريًا، ويجب علينا الاستفادة من هذا المسار. الجزائر دولة جارة ولديها احتياجات مشابهة لتلك الموجودة في المغرب. إذا لم يكن المغرب راغبًا في التفاوض مع سبتة ومليلية، يمكننا التوجه إلى الجزائر، فالمسافة بين مليلية وأقرب ميناء جزائري لا تتجاوز ساعتين.”
من الجدير بالذكر أن السلع تتدفق منذ سنوات باتجاه واحد من المغرب نحو مليلية، في حين تم منع تدفقها في الاتجاه المعاكس، وهو ما دفع كنفدرالية رجال الأعمال في المدينة إلى البحث عن شراكات اقتصادية وتجارية مع الجزائر.
ووفقًا لصحيفة “إل فارو ديجيتال”، فإن الدعوات لإطلاق مفاوضات مع الجزائر ازدادت في الآونة الأخيرة بين رجال الأعمال في مليلية، وذلك نتيجة لاستمرار إغلاق الجمركة التجارية مع المغرب.
ومنذ سنوات، تطالب منظمات رجال الأعمال في مليلية، بالإضافة إلى سياسيين في البرلمان المحلي، بضرورة فتح خط بحري يربط المدينة بميناء الغزوات غربي الجزائر، لما يرونه من فوائد اقتصادية محتملة لهذا المشروع على المدينة الإسبانية. ومع ذلك، تأخر تنفيذ المشروع بسبب جائحة “كوفيد-19”.
وكانت وزارة الخارجية الإسبانية قد أعربت في وقت سابق، عبر مسؤولتها السابقة أرانتشا غونزاليس، عن موقف إيجابي تجاه إنشاء خط بحري يربط مليلية بميناء الغزوات. كما أكدت وزارة النقل الإسبانية في عام 2021 على عدم وجود أي عوائق أمام فتح خط بحري لنقل المسافرين بين مليلية وميناء الغزوات في ولاية تلمسان، معتبرة أن هذا المشروع من شأنه أن ينعش الاقتصاد في المنطقة.