ترغب العديد من الشركات المختصة في إنتاج الحديد بالجزائر، في تحويله محليا لتصنيع مختلف هياكل السيارات والأجهزة الكهرومنزلية.
وباتت عدة مجمعات وشركات تتسابق على تحويل الحديد في الجزائر لتحوله إلى مادة لتصنع عبر مختلف هياكل السيارات والأجهزة الكهرومنزلية والفلاحية وحتى السفن، في الوقت الذي حققت فيه بلادنا الإكتفاء الذاتي في تصنيع حديد البناء، لتتوجه بعدها لتصديره نحو الخارج.
ووفق ما أوردته “الشروق أونلاين”، صرح العديد من الخبراء والمتعاملين الإقتصاديين خلال المعرض الدولي للحديد والصلب المقام مؤخرا، بقصر المعارض “صافكس”، على المكانة الهامة التي باتت تعتليها الجزائر متصدرة قائمة الدول الإفريقية في إنتاج وتصنيع وتحويل الحديد، لاسيما بعد دخول غار جبيلات حيز الخدمة.
وأبرزت “الشروق أونلاين” في سياق متصل، دور شركة “توسيالي ” الجزائرية التركية، الرائدة في تصنيع الحديد وطني، والتي تركز منتجاتها المصنعة على حديد التسليح والخرسانة، الأسلاك والقضبان الحديدية، الأنابيب الحلزونية، حيث تتطلع هذه الشركة لإنتاج الحديد المسطح، لتصنيع الأجهزة الكهرومنزلية، صناعة السفن، تجهيزات فلاحية وصناعة المادة الأولية المتعلقة بحديد السيارات آفاق 2025 و2026.
بدورها استطاعت الشركة الجزائرية التركية “صاف حديد” المختصة في جمع النفايات الحديدية رفقة شركة “لاموا” المختصة بتصنيع أعمدة البناء الحديدية، من إحراز تقدم في الترتيب على المستوى الإفريقي في هذا المجال حسب ما أكدته المساعدة الأولى لمدير الشركة، فاطمة لعروسي.
وفي سياق ذي صلة، كشفت لعروسي في تصريح خصت به ” الشروق أونلاين”، عن تشغيل شركة “صاف حديد” ل 260 عامل، حيث تعمل على استرجاع النفايات الحديدية بما يقارب 10 آلاف طن شهريا.
بدورها تشغل “لاموا” الشركة المهتمة بتصنيع القطع الحديدية الموجهة للبناء، 300 عامل في بداية انطلاقها، وهي الآن تنتظر الوصول إلى الإكتفاء الذاتي وبلوغ التصدير للخارج نهاية السنة الجارية نحو الولايات المتحدة الأمريكية بعد الرفع من قيمة الإنتاج ومضاعفة برنامج العمل. حسب ذات المصدر.
وأجمع أصحاب الشركات المشاركين في المعرض، على أن الجزائر أضحت تتمتع باكتفاء ذاتي في حديد البناء، بعدما كانت لفترة تستورده بالعملة الصعبة، معتبرين ذلك قفزة نوعية تحسب لرصيد الإقتصاد الوطني بعدما توجهت إلى حد تصدير الحديد للخارج.
من جهة أخرى، كشف المدير العام المساعد لشركة “فيرال “، رضا بلحاج، في تصريح لـ”الشروق”، أن الشركة الوطنية للحديد والصلب، المكلفة باستغلال وتطوير منجم غار جبيلات للحديد الخام، عن استخراج كميات لازمة من المنجم، وهي تواصل الأبحاث كون حديده الخام يحتوي على نسبة مرتفعة نسبيا من الفوسفور، ما يتطلب إيجاد حلول تساعد في التخفيض من كمية الفوسفور وتصفيته رفقة مخابر صينية وروسية.
كما تم التوصل إلى بعض المنتجات لتصنيع الحديد الجزائري، باستغلال هذه المواد لتحويلها إلى حديد وصلب. يضيف بلحاج.
للإشارة، سيمكن مشروع منجم غار جبيلات من توفير مناصب عمل لخريجي الجامعات ومعاهد التكوين، ففي بشار لوحدها، من المنتظر أن يفتح المنجم ما لا يقل عن ألف أو ألفي منصب عمل.