افتتاحية سهم الشعب يختار الاستمرارية ومواصلة البناء

الحديد الجزائري يغزو الأسواق الدولية: إيطاليا وإسبانيا وتونس في المقدمة

سهم الحدث

أعلن مركب سيدار الحجار، أحد أكبر مصانع الحديد في الجزائر، عن توقيع عقود جديدة لتصدير منتجاته نحو عدة دول، تشمل إيطاليا وإسبانيا وتونس ودولاً في منطقة الشرق الأوسط. يأتي ذلك في إطار سعي الجزائر لتعزيز مكانتها كواحدة من الدول المصدرة للحديد وزيادة حصتها في الأسواق الدولية.

ووفقاً لما صرح به مدير الاتصال في مركب سيدار الحجار، عادل براهيمي، لجريدة “الشروق الجزائرية” فإن المركب يُجهّز للانتقال إلى المرحلة الثانية من استثماراته، والتي تهدف إلى توسيع نطاق الإنتاج ليشمل الحديد المسطّح، المستخدم بشكل أساسي في تصنيع هياكل السيارات.

ومن المتوقع أن يكون لهذا التحرك تأثير إيجابي على قطاع تصنيع السيارات في الجزائر، الذي يشهد حالياً عودة قوية بدعم من عدة مشاريع صناعية جديدة، من بينها مصنع فيات في وهران.

وأوضح براهيمي أن المرحلة الأولى من الاستثمار، التي بدأت في عام 2017، ساهمت في تحسين أداء المركب وزيادة طاقته الإنتاجية لتصل إلى 1.2 مليون طن من حديد الخرسانة سنوياً.

وأضاف أن هذه المرحلة ركّزت بشكل أساسي على تأهيل الفرن العالي وتوفير المواد الأولية، مما أتاح للمركب استعادة نشاطه وإنتاج كميات كبيرة من الحديد لتلبية احتياجات السوق المحلية والمشاريع الكبرى، مثل مشروع “عدل 3” السكني الذي تنتظره الجزائر.

توسيع الاستثمار وتعزيز القدرة التنافسية

ومع التوجه نحو المرحلة الثانية من الاستثمار، يسعى مركب سيدار الحجار إلى إنتاج كميات أكبر من الحديد المسطّح، مما يمكنه من تلبية الطلب المتزايد على هذا النوع من الحديد في السوق المحلية والتقليل من استيراده.

وأكد براهيمي أن المركب يهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذا المنتج، بما يعزز من مكانة الجزائر كدولة مصدرة لمختلف أنواع الحديد، وليس فقط حديد الخرسانة.

وأشار براهيمي إلى أن المركب يدرس حالياً العديد من الخيارات لتوسيع طاقته الإنتاجية، بما في ذلك تحسين تقنيات التصنيع وتطوير وحدات جديدة لإنتاج الصفائح المسطحة من الحديد.

وأضاف أن مركب سيدار الحجار يعوّل على هذه المرحلة لتقليص فاتورة استيراد الحديد ورفع قدراته الإنتاجية بشكل كبير، بما يسهم في تحقيق المزيد من النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل جديدة في القطاع الصناعي.

كما أكد مدير الاتصال أن المركب يواصل تطوير شراكاته مع مصنع توسيالي للحديد بولاية وهران، لضمان إنتاج كميات كافية من الحديد المسطّح للمساهمة في تصنيع السيارات ومختلف الصناعات التحويلية في الجزائر.

خطوة نحو تعزيز الصادرات

وأعرب براهيمي عن تفاؤله بقدرة مركب سيدار الحجار على تلبية احتياجات السوق المحلية والدولية، مشيراً إلى أن العقود الجديدة التي تم توقيعها لتصدير الحديد الجزائري نحو إيطاليا وإسبانيا وتونس ودول الشرق الأوسط تعد خطوة مهمة نحو تعزيز مكانة الجزائر في سوق الصادرات العالمية.

وأوضح أن المركب يهدف إلى زيادة حجم صادراته من الحديد ومشتقاته، بما فيها “حديد الخبت” المستخدم في مشاريع البنية التحتية، والذي يلقى طلباً كبيراً من دول الشرق الأوسط.

وبهذه الاستراتيجيات الطموحة وخطط الاستثمار المستمرة، يسعى مركب سيدار الحجار إلى تعزيز مكانته كأحد أكبر منتجي الحديد في الجزائر، والمساهمة بشكل فعال في دعم الاقتصاد الوطني من خلال زيادة حجم الصادرات وتقليل الاعتماد على الواردات.