افتتاحية سهم الشعب يختار الاستمرارية ومواصلة البناء

الرقائق الالكترونية…حرب بين واشنطن وبكين

اقتصاد العالم

تسعى كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين الى الانفراد بتكنولوجيا “الرقائق الالكترونية” والسيطرة على هذه التقنية التي اعتبرها الخبراء المفتاح الذي يجعل حامله الأقوى في التاريخ خلال المرحلة القادمة.

والرقائق الالكترونية هي مكونات دقيقة تنتج من السليكون، وتدخل في صناعة المواصلات والاتصالات مثل الهواتف والكمبيوترات والسيارات وكذلك الصناعات العسكرية.
ويستغرق تصنيع الرقاقة أكثر من 3 أشهر، وتحتاج إلى مصانع عملاقة وغرفا بتجهيزات وآلات بملايين الدولارات.

وتعد الصين والولايات المتحدة أكبر المتنافسين الآن بمجال الرقائق، ومن يسيطر على هذا المجال “سيكون القوة الأكبر في التاريخ”، وفق ما أكده للاعلام خبير تكنولوجيا المعلومات، عبد الرحمن داوود الذي لفت إلى أن صناعة الرقائق حول العالم تتكلّف أكثر من 600 مليار دولار.

وأوضح داوود أن واشنطن “هي أم هذه الصناعة، وتوزّعها على حلفائها، وكانت تسمح بتمرير محدود للصين مقابل مزايا تجارية تحصل عليها من بكين”.

وفي هذا الصدد، تفرض الولايات المتحدة  قيودا على تصدير الشركات الأميركية تكنولوجيا الرقائق إلى الصين، واتفقت مع حلفائها في أوروبا ومع كوريا الجنوبية واليابان وتايوان، على تقليل تعاونهم مع الصين في هذا المجال.

ومن أحدث هذه الاستجابات إعلان هولندا، الجمعة، أن الشركات التي تنتج آلات صنع رقائق المعالجات المتقدمة ملزمة بالحصول على رخصة تصدير للخارج، اعتبارا من سبتمبر المقبل، في إشارة للصين بشكل خاص، بحجة “حماية الأمن القومي”.

من جهتها، استشعرت الصين الخطر، خاصة أن شركات الهواتف عندها تضررت، ومنها شركة هواوي، بسبب القيود الأميركية.


وباتت بكين تعمل على توطين صناعة الرقائق، وخصصت لذلك 150 مليار دولار، ووضعت خطة لجذب علماء الرقائق ومصنعيها برواتب تفوق التي تقدم في الولايات المتحدة.


وأصبحت العمالة الخاصة بهذه التكنولوجيا في الصين تحصل على ضعفي ما يحصل عليه العامل في الولايات المتحدة.


كما أدارت الصين بوصلتها نحو دول أخرى وأبرمت اتفاقيات مع روسيا ودول في أميركا الجنوبية لتبادل المعلومات والخبرات اللازمة لصناعة الرقائق، ووقعت عقودا مع دول في إفريقيا للحصول على المعادن اللازمة لهذه الصناعة.

وأظهر التوجه الجديد للصين تحالفين، الأول الولايات المتحدة وأوروبا وكوريا الجنوبية واليابان من جهة، والثاني الصين وروسيا وبعض دول أميركا اللاتينية من جهة أخرى

وينصح الخبراء بأنه “الأفضل للعالم وشركات التكنولوجيا التعاون بين بكين وواشنطن، لأنه إن لم يحدث ذلك ستتضرر الصناعة، وكذلك مستقبل الذكاء الاصطناعي”