ازدادت العلاقات الثنائية بين الجزائر وإيطاليا في الآونة الأخيرة متانة أكثر خاصة بعد الزيارة التي قام بها الرئيس تبون الى إيطاليا شهر ماي الماضي والزيارة الأخيرة التي قامت بها رئيس الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الى الجزائر وما ترتب عليها من توقيع اتفاقيات ثنائية بين البلدين.
وتعتبر إيطاليا من أهم شركاء الجزائر الاقتصاديين في العالم، إذ ترتبط معها بعقود طويلة لتوريد الغاز الطبيعي من خلال خطوط أنابيب تمتد من عمق الصحراء الجزائرية، وصولا إلى جنوب البلدين الأوروبيين.
كما تستورد الجزائر سنويا سلعا بمليارات الدولارات من إيطاليا على غرار المعدات والتجهيزات الصناعية ومواد أخرى.
اتفاقيات جديدة
ووقعت الجزائر وإيطاليا بداية الأسبوع الجاري، على إعلان مشترك وأربع مذكرات تفاهم وتعاون تشمل عدة قطاعات، خلال الزيارة التي قامت بها رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني إلى الجزائر.
وشملت الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها، أمام الرئيس عبد المجيد تبون وجورجيا ميلوني، مذكرتي تفاهم بين مجمع “سوناطراك” والمجمع الإيطالي “إيني”، تخص الأولى تحسين شبكات الربط الطاقي بين الجزائر وإيطاليا من أجل الانتقال الطاقي المستدام، بينما تتعلق الثانية بالتعاون التكنولوجي لخفض إحراق الغاز والتثمين وتقنيات أخرى لخفض الانبعاثات.
وتم التوقيع أيضا على مذكرة تفاهم بين الوكالة الفضائية الجزائرية والوكالة الفضائية الايطالية، للتعاون في مجال الأنشطة الفضائية للأغراض السلمية.
وتشمل الاتفاقيات الموقعة كذلك، مذكرة تفاهم وتعاون بين مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري والكونفدرالية الاقتصادية والصناعية الإيطالية.
ارتفاع التبادل بـ”ضعفين”
وأكد تبون في تصريح صحفي مشترك، حرص الجزائر على تعزيز مكانتها كشريك استراتيجي لإيطاليا في المجال الطاقوي والتزامها بدورها كممون موثوق إقليميا ودوليا، منوها بمستوى ونوعية العلاقات بين البلدين خصوصا خلال السنوات الأخيرة.
وأفاد الرئيس تبون في هذا الصدد، أن حجم التبادلات التجارية بين الجزائر وإيطاليا ارتفع من 8 مليار دولار سنة 2021 إلى 16 مليار دولار وهو ما يعتبر “مؤشرا للتقارب والمقاربات التي اعتمدناها لبلوغ ديناميكية متصاعدة في مجالات التعاون المتعددة”.
وأضاف تبون أن مباحثاته مع ميلوني، سمحت له بتجديد حرص الجزائر على تعزيز مكانتها كشريك استراتيجي لإيطاليا في المجال الطاقة والتزامها بدورها كممون موثوق على الصعيدين الإقليمي والدولي وكذلك الأمر في الاستثمار الصناعي الإيطالي في الجزائر.
تعويل على الجزائر
من جهتها، أبرزت ميلوني أهمية زيارة العمل والصداقة إلى الجزائر والتي تأتي بمناسبة الذكرى ال20 لتوقيع البلدين على معاهدة الصداقة و حسن الجوار، مؤكدة تطلع بلادها الى “زيادة الصادرات الجزائرية نحو إيطاليا من الغاز و بالتالي من الجزائر الى أوروبا”.
وأوضحت ميلوني في هذا الجانب، أن الجزائر وإيطاليا تدرسان لهذا الغرض إنجاز أنبوب جديد يسمح أيضا بنقل الهيدروجين والكهرباء، معربة عن تطلع بلادها إلى تنويع شراكتها مع الجزائر لا سيما في مجالات البنى التحتية الرقمية والاتصالات والطب الحيوي والصناعة والطاقات المتجددة.
زيارات مرتقبة
وستتوج جودة هذه العلاقات بزيارات متبادلة لرجال أعمال جزائريين وإيطاليين خلال الأيام القادمة للاطلاع على فرص الشراكة والاستثمار، وتجسيد ذلك في مشاريع في قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التحويلية والغذائية والصناعات الصيدلانية والطاقات المتجدّدة.
وعبرت عدة مؤسسات إيطالية عن استعدادها للاستثمار في الجزائر في ظل العلاقات الاقتصادية الجيدة بين البلدين بفضل الزيارات الرسمية التي عرفها البلدان في السنتين الأخيرتين، وفق ما كشف عنه حسان خليفاتي، نائب رئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، في تصريح لجريدة “المساء” الجزائرية.
وأكد خليفاتي، أن عدة مؤسسات إيطالية أبدت رغبتها في إقامة استثمارات مباشرة، بينما أبدت أخرى رغبتها في إقامة استثمارات بالشراكة مع متعاملين جزائريين، وهي الآن بصدد البحث والاطلاع على بيئة الأعمال في الجزائر.