تستعد الصناعات المتعثرة في أوروبا لصدمة جديدة في أسعار الغاز خلال أشهر الشتاء المقبلة مع استنزاف المخزونات بسبب الطقس البارد وتكثيف المنافسة مع آسيا على الغاز الطبيعي المسال واحتمال انخفاض الإمدادات الروسية.
منذ أزمة الطاقة في عام 2022، عندما بلغت أسعار الغاز ذروتها عند ما يقرب من 350 يورو لكل ميغاواط في الساعة، أغلقت العشرات من الشركات في جميع أنحاء أوروبا مصانعها وخفضت أنشطتها ووظائفها حيث أدت أسعار الغاز المرتفعة إلى تقويض قدرتها التنافسية.
وتحافظ العديد من البلدان على انخفاض الطلب وانخفاض نشاط التصنيع ، وهو ما يترتب عليه آثار سلبية على النمو الأقتصادي في أوروبا.
وانخفض الطلب على الغاز في الاتحاد الأوروبي بنسبة 17% عن المتوسط الخمسي المسجل خلال السنوات التي سبقت الوباء.
وفي الوقت نفسه، وصلت أسعار الغاز إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عام، ويتوقع المحللون أن ترتفع أكثر.
وأظهرت بيانات شركة بيرنشتاين أن عشرات المصانع في أوروبا أغلقت أبوابها وتم فقدان ما يقرب من مليون وظيفة في قطاع التصنيع خلال السنوات الأربع الماضية.
وفي تقرير عن القدرة التنافسية لأوروبا صدر في سبتمبر، قال رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق ماريو دراجي إن فقدان الغاز الروسي الرخيص نسبيا في أعقاب اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022 كان له “تكلفة ضخمة” على الاقتصاد وأن الوقود الأحفوري سيكون ضروريا على الأقل لبقية العقد.”
ورغم أن أسعار الطاقة هبطت بشكل كبير عن ذروتها، فإن شركات الاتحاد الأوروبي لا تزال تواجه أسعار كهرباء أعلى بمرتين إلى ثلاث مرات من أسعار الكهرباء في الولايات المتحدة. كما أن أسعار الغاز الطبيعي المدفوعة أعلى بأربع إلى خمس مرات”.
وتبلغ أسعار الاتحاد الأوروبي الحالية حوالي خمسة أضعاف أسعار الغاز في الولايات المتحدة، والتي يتم تداولها عند 3.095 دولار/مليون وحدة حرارية بريطانية، أي ما يعادل 10.02 يورو/ميغاواط/ساعة.