أعلن رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أن الجزائر لا تفكر في الانضمام إلى مجموعة “بريكس” في الوقت الحالي. جاء هذا التصريح خلال لقاءه الإعلامي الدوري، حيث شدد الرئيس على أن الأولوية بالنسبة للجزائر هي الانضمام إلى بنك بريكس، الذي اعتبره ذا أهمية كبيرة، مؤكدًا أنه “لا يقل أهمية عن البنك الدولي”.
مجموعة بريكس، التي تضم دولًا مثل البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا، تُعد واحدة من أهم التحالفات الاقتصادية العالمية التي تسعى إلى تعزيز التعاون بين الدول الناشئة والنامية، وتقديم بديل للتكتلات الغربية والمؤسسات المالية التقليدية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. لكن على الرغم من أهمية هذه المجموعة، أوضح الرئيس تبون أن الجزائر ترى أن انضمامها لبنك بريكس هو الهدف الأهم في الوقت الحالي.
أهمية بنك بريكس بالنسبة للجزائر
أكد رئيس الجمهورية أن اهتمام الجزائر ينصب على بنك بريكس كجزء من استراتيجيتها الاقتصادية العالمية. البنك، الذي يُعتبر ذراعًا مالية للمجموعة، يُمثل فرصة لتعزيز التعاون المالي بين الدول الأعضاء، وتقديم قروض وتمويلات بشروط أقل صرامة مقارنةً بالمؤسسات المالية التقليدية.
وقال تبون في تصريحه: “اهتمامنا منصب على انضمامنا لبنك بريكس الذي لا يقل أهمية عن البنك الدولي”.
ويعكس هذا التوجه رغبة الجزائر في تنويع مصادر تمويل مشاريعها التنموية وتعزيز استقلاليتها الاقتصادية، بعيدًا عن الاعتماد على المؤسسات المالية الغربية.
ويرى محللون أن الانضمام إلى بنك بريكس قد يوفر للجزائر فرصًا جديدة للحصول على تمويلات بشروط مناسبة لتمويل مشاريع البنية التحتية والطاقة.
استراتيجية الجزائر الاقتصادية
في السنوات الأخيرة، سعت الجزائر إلى تعزيز مكانتها الاقتصادية العالمية من خلال البحث عن شراكات جديدة مع دول صاعدة وقوى اقتصادية ناشئة. وتعد شراكتها مع دول بريكس جزءًا من هذا التوجه، حيث تسعى الجزائر لتعزيز التعاون مع دول مثل الصين وروسيا في مجالات متعددة، بما في ذلك الطاقة والتجارة.
على الرغم من أن الجزائر لم تنضم إلى مجموعة بريكس كعضو كامل، إلا أن استراتيجيتها تركز على الاستفادة من الفرص المالية التي يقدمها بنك بريكس، والذي يُعد أحد أبرز المؤسسات المالية الجديدة التي تسعى لدعم الدول النامية وتعزيز استقلالها المالي.
تصريح الرئيس تبون يعكس رؤية واضحة للجزائر تجاه تعزيز علاقاتها الاقتصادية على الساحة الدولية، مع التركيز على الشراكات التي تتيح لها الاستفادة من التمويل بشروط ميسرة ودون التبعية للمؤسسات المالية التقليدية. في الوقت الذي تستمر فيه الجزائر في تطوير بنيتها الاقتصادية وتعزيز صادراتها، يبقى بنك بريكس أحد الأدوات الرئيسية التي تأمل الجزائر في استخدامها لدعم جهودها التنموية وتحقيق أهدافها الاقتصادية طويلة المدى.