تعتمد الدول العربية المنتجة للنفط والغاز على هذا المورد الرئيسي بشكل خاص في اقتصاداتها، لتوفرها على أكبر حقول النفط في العالم، والجزائر واحدة من البلدان العربية التي تتميز بحقل حاسي مسعود للنفط الذي صنف ضمن أكبر الحقول النفطية.
ووفق ما نشرته منصة” الطاقة ” في تقريرها ، ضم أبرز وأشهر حقول النفط في المنطقة العربية، من بينها حقل حاسي مسعود بالجزائر، الذي قالت أنه يعد من أكبر الحقول النفطية على مستوى المنطقة العربية من حيث الاحتياطيات والإنتاج والواقع في حوض واد ميا الواقع على بعد 650 كيلومترًا جنوب شرق الجزائر العاصمة.
و أظهرت تقديرات لشركة الأبحاث ” إكسفورد بيزنيس غروب” نقلتها منصة ” الطاقة “، فإن احتياطيات حقل حاسي مسعود بلغت نحو 3.9 مليار برميل من النفط و 2.4 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، بطاقة إنتاجية تقدر ب 470 ألف برميل من النفط يوميًا، كما أن الحقل يشكل نسبة 19% من إجمالي إنتاج النفط في البلاد.
ونظرا لتوسيع شركة سوناطراك في أنشطتها النفطية والغازية في الجزائر، عززت من قدراتها الاستكشافية في حقل حاسي مسعود، حيث أدرجت مشروعين هامّين سيساهمان في رفع قدرة الجزائر في مجال إنتاج النفط والغاز خلال 2022. حسب ما كشف عنه وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب في وقت سابق.
وفي هذا الشأن، أوضحت سوناطراك في بيانها أن المشروع الأول يتمثل في مركز الفصل والضغط الجديد للمحيط الجنوبي بحاسي قطار، حيث وصلت أشغال إنجازه إلى 99 بالمائة بقدرة معالجة لـ60.000 برميل من النفط الخام يوميا، علما أن هذا المشروع سيسهل من عملية التدفّق بالشبكة الحالية عن طريق ربط الآبار الموجودة بمركز الفصل والضغط الجديد.
أمّا المشروع الثاني، فهو يتعلّق بإنجاز القاطرة الرابعة لغاز البترول المسال بالمركب الصناعي ZCINA. وقد بلغت نسبة تقدّم الأشغال به 96 بالمائة. -تضيف ذات الشركة- أنه سيمكن من معالجة 8 مليون متر مكعب يوميا من الغاز، مع رفع إنتاج غاز البترول المسال بقدرة 1200 طن يوميا ناهيك عن تغذيته لمحطات الضخّ الجديدة لـ ZCINA بــ 07 مليون متر مكعب من الغاز المعالج.
وكان قد أمر الرئيس المدير العام لمجمّع سوناطراك توفيق حكار بتطوير أداء الشركة الأضخم في الجزائر وإفريقيا ” سوناطراك” لتوسيع من استثماراتها في القطاع.
وقال محللون اقتصاديون أن الجزائر عززت من قدراتها أكثر في قطاع المحروقات كونه يمثل موردا رئيسيا لها بما أنها دولة منتجة للوقود الأحفوري على الصعيد العربي من خلال سعيها نحو تحقيق القيمة المضافة لاقتصادها عبر مشروعات للتكرير والبتروكيماويات، ما مكنها لتلعب دورا محوريا في تجارة المشتقات النفطية على المستوى العالمي.
وقال الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان أن الجزائر تخطط لزيادة قدرها 2.6 مليار دولار في الاستثمار في قطاعها للنفط والغاز وتعزيز الإنتاج بمقدار 8.9 مليون طن من المكافئ النفطي في 2022، متوقعا عن إجمالي الاستثمار في النفط والغاز في 2022 بلوغه 10 مليارات دولار مرتفعات من 7,4 مليار دولار في 2021 كخطوة لزيادة الإنتاج إلى 195,9 مليون طن من المكافئ النفطي من 187 مليون طن.
ونظرا لأزمة الطاقة العالمية التي تعصف بأوروبا والعالم، أشارت عدة تقارير أجنبية بانعكاسات هذه الأزمة ايجابا على الجزائر بعد ارتفاع أسعار الغاز والنفط في الأسواق الدولية ما رفع من مداخيل الجزائر في قطاع المحروقات و زيادة إنتاجها وولوجها بقوة إلى عالم التصدير في هذا القطاع.