أكد محمد يزيد حمبلي، رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة بأن السلطات العليا في البلاد قررت توسيع المساحات المزروعة في ولايات الجنوب إلى مليون هكتار وذلك ضمن إستراتيجية وطنية حقيقية لضمان الأمن الغذائي ومواجهة تداعيات التغيرات المناخية بدول حوض المتوسط في العقود الأخيرة وتضررت منها بشدة المناطق الواقعة شمال البلاد.
وقال حمبلي في لقاء عبر القناة الأولى للإذاعة الجزائرية، هذا الاثنين، ضمن برنامج ” فوروم الأولى”إن الدولة الجزائرية تسعى لتوسيع المساحات المزروعة واستغلال كل الإمكانيات والقدرات الوطنية المتاحة على ضوء كون المناطق الواقعة شمال البلاد أو بالأحرى المساحات الفلاحية الواقعة شمال الوطن لم تعد تلبي احتياجات الساكنة بفعل تزايد النمو الديموغرافي والتي لا تتجاوز حاليا 08 ملايين هكتار.
واعتبر ضيف الإذاعة التوجه نحو توسيع المساحات المزروعة في منطقة الصحراء الكبرى خيار عقلاني وعملي خاصة وان هذه المناطق غنية بالمياه الجوفية العذبة وتضم أكبرا لاحتياطات المائية في العالم و أضاف قائلا ،”الجزائر في حاجة اليوم إلى تطوير وتوسيع المزارع الكبيرة والمهيكلة والتي تتماشى مع المعايير المعمول بها دوليا في مجال الزراعة الحديثة والقائمة على استخدام المكننة وكل الوسائل التقنية وعلى ضرورة مراعاة احترام الدورة الزراعية “.
وتابع قائلا ،”نعمل حاليا على تشجيع المساحات الكبرى في المناطق الصحراويةوتكثيف الاستثمارات الهيكلية الكبرى لمواجهة الحاجيات المتزايدة للبلاد وأكبر عنوان لهذه الرؤية الجديدة إطلاق المشروع الاستثماري الكبير المبرم مع شركة ” بلدنا ” القطرية والذي سيسمح بإنشاء أكبر مزرعة لإنتاج الحليب في المنطقة المغاربية و تربية 250 ألف بقرة وهو ما سيمكن من تغطية 50 بالمائة من حاجيات البلاد من مادة الحليب في غضون السنوات المقبلة “.
واستطرد قائلا،”المشروع سيسمح أيضا بزيادة أعداد رؤوس الأبقار وإنتاج اللحوم وتنمية بعض الصناعات التكاملية ومنها صناعة الأغذية والأعلاف والتبن وسينجم عنه تشكل وبروز أقطاب صناعية جديدة في المناطق الصحراوية مما سيسهم في تنمية مناطق الجنوب الكبير والتي ربما لم يتم إيلاؤها أهمية كبرى فيما مضى .”
وضمن هذا السياق ، كشف رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة عن وجود إرادة قوية للدفع بالاستثمارات وفتح المجال أمام كبار المستثمرين في مزارع تتجاوز مساحتها الـ10 آلاف هكتار وأكثر وتجلت معالمها من من خلال الترسانة القانونية التي تم سنها لمرافقة هذه العملية ومنها إنشاء الديوان الوطني للفلاحة الصحراوية بغرض تسهيل الحصول على الأراضي الصحراوية و الولوج للاستثمار ومكافحة البيروقراطية المعادية للاستثمارات عامة والأجنبية خاصة .”
وأشار حمبلي إلى أن اختيار النعامة لاحتضان الملتقى الوطني الأول للزراعات الاستراتيجية تم لعدة اعتبارات ومنها كونها ولاية سهبية تقع في أقصى الغرب ولها مناطق حدودية مع عدد من الولايات الجنوبية الممتدة في عمق الصحراء الكبرى وتزخر أيضا بالإنتاج الحيواني منذ القدم و خاصة تربية الأغنام .
وأوضح قائلا، “فكرة تنظيم الملتقى الوطني كان الهدف منها هو التفكير في كيفية تثمين و كيفية المحافظة على السلالة الوطنية من الأغنام الدغمة بالنعامة والمعروفة بلحومها المتميزة وكانت تصدر بكثرة إلى دول أوروبا واليوم نعتقد أنه حان الوقت لإعادة الاعتبار لهذه السلالة والعمل من أجل تنميتها بهذه المنطقة “.