دعا مشاركون في لقاء نظم اليوم الإثنين بولاية المنيعة إلى تكثيف الجهود لتطوير المحاصيل الإستراتيجية ضمن برامج الفلاحة الصحراوية، وذلك استغلالاً للإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها مناطق جنوب البلاد.
وخلال هذا اللقاء الذي احتضنه المركز الثقافي ببلدية حاسي القارة، وبحضور خبراء ومهندسين فلاحيين ومستثمرين زراعيين، تم تسليط الضوء على أهمية الاستغلال الأمثل للمحيطات الفلاحية والموارد المائية الهائلة، واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتعزيز إنتاج المحاصيل الإستراتيجية في المنطقة.
وأكد المشاركون على ضرورة الاستفادة القصوى من المساحات القابلة للزراعة في ولايات الجنوب، مشيرين إلى المؤهلات الطبيعية التي تتمتع بها هذه المناطق، مثل المياه الجوفية والتربة الخصبة والمناخ الملائم لزراعة محاصيل إستراتيجية كالحبوب والذرة والأعلاف. وشددوا على أهمية اعتماد أحدث التقنيات الزراعية لتحقيق الأهداف الوطنية الرامية إلى الاكتفاء الذاتي وتقليص فاتورة الاستيراد.
وأوضح الخبير الاقتصادي محمد شريف بلميهوب أن اللقاء يمثل فرصة لطرح مقاربات اقتصادية مبتكرة تساهم في تطوير الزراعات الإستراتيجية بالجنوب. وأبرز أهمية إدماج التكنولوجيات الحديثة في الاستثمارات الزراعية لتحقيق الاستغلال الأمثل للمساحات الزراعية والموارد المائية الجوفية.
من جهته، أشار الطبيب البيطري محمد الطيب مشماش، المختص في التلقيح الاصطناعي والتحسين الوراثي، إلى أن تطوير المحاصيل الإستراتيجية في الجنوب سيساهم في تعزيز الاستثمار في الإنتاج الحيواني، والحفاظ على السلالة الوطنية للمواشي، مع إمكانية توفير الأعلاف محلياً، مما يدعم تحقيق اكتفاء ذاتي في إنتاج اللحوم والألبان.
وفي مداخلته، سلط والي ولاية المنيعة مختار بن مالك الضوء على القدرات الهائلة التي تتمتع بها المنطقة، مثل المياه الجوفية، التربة الخصبة، والعقارات الزراعية الشاسعة، مما يجعلها قطباً فلاحياً واعداً. وأشار إلى التسهيلات التي وفرتها السلطات العمومية لدعم المستثمرين الزراعيين، مثل منح رخص حفر الآبار وتسليم عقود الامتياز والتأهيل لاستصلاح الأراضي.
واتفق المشاركون في اللقاء على ضرورة مراعاة الجوانب التقنية لتعزيز العائد الإنتاجي، سواء في زراعة الحبوب والأعلاف أو في إنتاج اللحوم والألبان، مؤكدين أن ولاية المنيعة والمناطق المحيطة بها تمثل أقطاباً فلاحية استراتيجية لدعم الأمن الغذائي الوطني.