افتتاحية سهم الشعب يختار الاستمرارية ومواصلة البناء

خبير طاقة يوضح ل “سهم ميديا” معايير تمكن الجزائر من تصنيع سيارة كهربائية

Carrousel

تسعى الجزائر إلى تشجيع المواطنين على اقتناء السيارة الكهربائية حفاظا على البيئة كخطوة أولى واستعمالها ضمن الطاقات المتجددة. موقع “سهم ميديا” أجرى حوارا مع الخبير في الطاقة والنفط مهماه بوزيان للتطرق حول استعمال هذا النوع من السيارات في الجزائر و مدى قدرة الجزائر على تصنيعها.

سهم ميديا: ماهي دوافع الدولة على اقدامها على هذه الخطوة؟

خبير الطاقة مهماه بوزيان : الدوافع هي نبيلة، ولا يمكننا سوى تشجيعها، لأنها تهدف إلى هندسة مختلف العناصر المشكّلة للتنويع أي “التنويع الاقتصادي و التنويع الطاقوي والتنويع في الشركاء والتنويع في أنماط التمويل،..” لذلك نأمل بأن يكون مسعى نشر السيارات الكهربائية ببلادنا يندرج ضمن هذه الرؤية و في صلب هندسة الإنتقال الطاقوي السلس وتعزيز أهدافه، وخاصة تثمين مصادر الطاقات المتجددة، من خلال إيجاد تطبيقات عملية هامة لها والتقليل من استخدام الوقود الأحفوري وحرقه.

سهم ميديا: هناك أطراف أكدت أن الجزائر قادرة على تصنيع سيارة كهربائية ماهو تعليقكم على هذا الطرح؟

خبير الطاقة مهماه بوزيان : أولا، علينا أن ندرك، بأن تصنيع السيارة في حدّ ذاته في الجزائر هو رهان معطّل لحد الساعة، نتيجة لممارسات مافياوية سابقة، لذلك أن أعتقد بأن أولوية الأولويات هو تفكيك هذا الملف وإعادة تخطيط نموذج وطني للصناعات الميكانيكية. ثانياً، ينبغي أن نركز على عناصر إنتاج محددة في السلسلة الصناعية.

سهم ميديا : كيف؟

خبير الطاقة مهماه بوزيان : ينبغي لنا تحديد نقاط الأفضلية في تطوير صناعة محلية، ومنه تحديد العناصر التي سنستهدفها بالتصنيع من خلال ضبط إجابات سليمة وواقعية لنقاط التفكير المنهجي التالية :
هل بإمكاننا صناعة السيارة كاملة ؟ وهذا في حدّ ذاته منافي لمنطق صناعة السيارات في العالم، هذه الصناعة القائمة على التجميع. هل سنركز على صناعة الهيكل المعدني للسيارة ؟ وهذا يتوجب حلّ مشاكل التعدين والصناعات المنجمية ببلادنا. أم ينبغي لنا أن نستهدف التجهيزات ؟ وهذا ممكن جدا، لأن الشركة الوطنية سوناطراك ستنطلق في إنتاج أجود أنواع اللدائن، التي تدخل في صناعة أفخر لوحات القيادة و مقاعد السيارات وكلّ تجهيزاتها الداخلية. أم أنه بإمكاننا صناعة أجزاء من منظومة الدفع في السيارة ؟ وهنا يأتي الحديث عن السيارة الكهربائية، وهنا يمكننا وضع خيارات بأن نستهدف صناعة أجزاء من هذه المنظومة. لكن سأكون حاسماً في هذا الأمر، بأن أهم شيء هنا هو “بطاريات الليثيوم” أو البطاريات البديلة التي يجري حولها سباق عالمي محموم، وهنا تكمن العقبة الأساسية عند الحديث عن السيارات الكهربائية. لذلك من خلال تجميع هذه العناصر ضمن المنهجية والمنطق الذي طرحته، بإمكان كلّ واحد منا الوصول إلى خلاصة لتقدير مستوى الإمكان.

سهم ميديا : وهل المناخ مناسب حاليا لتصنيع السيارات الكهربائية في الجزائر بالنظر إلى المشاكل المسجلة؟

خبير الطاقة مهماه بوزيان : لما نتطرق إلى المناخ المناسب لبعث خطة لنشر السيارات الكهربائية ببلادنا، فهذا يستدعي بالدرجة استحضار طبيعة المنظومة القانونية والتنظيمية واللوجيستيكية، والنظر في مدى قدرتها على استيعاب هذا التوجه، ولمعرفتنا بمضامين هذه المنظومات في بلدنا، يمكنني القول بأن هذا المناخ ينبغي إيجاده وصناعته.

سهم ميديا : ماهي مضامين هذه المنظومات؟

خبير الطاقة مهماه بوزيان : أولاً– وضع مدونة معايير تقنية مرجعية وطنية للسيارات الكهربائية والمصادقة عليها، يتم فيها تعريف شروط للإستخدام والسلامة، أذكّر هنا فقط بحوادث احتراق أفخم السيارات الكهربائية “تسلا”،ثانياً – تحيين النصوص التنظيمية للحظيرة الوطنية للسيارات، بغرض إدراج كلّ ما له علاقة بخصائص المركبات الكهربائية، لأنه لا يمكن إدخال هذا النوع من المركبات دون أن تكون معرّفة في صلب النصوص القانونيّة والتنظيمية الوطنية،
ثالثاً – استهداف الوصول إلى “النقطة السوقية الحرجة” التي ستدفع السلاسل اللوجيستيكية في السوق إلى خلق سوق لقطع غيار السيارات الكهربائية، و للميكانيكا والصيانة واليد الماهرة لصيانتها و تصليحها.