يتوقع الخبراء إمكانية أن تحتل الجزائر مكانة هامة في قطاع الطاقة العالمي خاصة في الظروف الراهنة.
و قال الاستاذ في العلوم السياسية بجامعة فوردهام و رئيس شركة شمال إفريقيا لاستشارات المخاطر جيف بورتر، في مقال له بموقع “ناركو للتحليلات”، أنه في ظل الأزمة الطاقوية التي يعيشها العالم، الجزائر لن تتأثر امداداتها من الطاقة و من المتوقع أن تفوز في لعبة الطاقة لأنها باختصار ليست طرفا في اللعبة. على حد تعبيره.
و اعتبر بورتر في مقاله، أن الجزائر تعد ثاني مورد للغاز الطبيعي نحو أوروبا، واصفا امداداتها الطاقوية نحو أوروبا بالآمنة عكس ما يهدد خطوط الإمداد الأخرى كخط “نوردستريم 1 و2” الروسي، التي أصابها تخريب وزاد من تفاقم الأزمة بين روسيا والغرب.
من جهة أخرى، يعتقد خبراء في مجال الطاقة، أن تستقر أسعار سوق النفط على المدى القريب في حدود 160دولار للبرميل،بسبب الظروف الاقتصادية وانعكاسات تداعيات الأزمة الروسيةـالأوكرانية.
و أضاف الخبراء أن الأزمة الروسيةـالأوكرانية أهلت الجزائر للعب دور محوري في ظل التحولات الجيوــاستراتيجية الحالية والقيام بدور الوساطة بين كبار المنتجين لتفادي رفع الإنتاج.
و في هذا الشأن، اوضح الخبراء، أنه مع اقتراب أسعارالنفط في السوق العالمية من 100 دولار للبرميل، مدفوعة بتطورات الأزمة الروسية الأوكرانية، ارتفع سعر الغاز هو الآخر، واضعا الدول المصدرة في موقع جيد وتمكنت فعلا من تحصيل مداخيل قياسية.
و أجمع الخبراء أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، قابلها ارتفاع كبير في أسعار النفط والغاز، ما عزز من مداخيل الجزائر، لاسيما وأنها تعد ثالث أكبر احتياطي نفطي في إفريقيا، ما مكنها من تنويع اقتصادها.
و بالنسبة لدور الجزائر المحوري في خضم التحولات الجيو – استراتيجية التي يعرفها العالم حاليا، يرى الخبراء انها تلعب الآن دور المنسق لمنظمة الاوبك، بالنظر إلى امتلاكها القوة من للتأثير على كبار منتجي النفط، بحكم العلاقات الدبلوماسية القوية التي تجمعها معها، على غرار المملكة العربية السعودية وإيران لتفادي رفع الإنتاج وقدرتها على التوفيق بينها، باعتبارها من كبار المنتجين، بطاقة تصل إلى مليون برميل يوميا، وبالتالي ستتم المفاوضات من موضع قوة للجزائر.
و لهذا تسعى أوروبا إلى إيجاد حلول بديلة للغاز الروسي، ونظرا لقوة الجزائر الطاقوية، سمح برفع الصورة الاستراتيجية للجزائر على الساحة الإقليمية.