استلمت الشركة الجزائرية للطاقة، فرع مجمع سوناطراك، أول شحنة من المضخات القادمة من اليابان والمخصصة لتشغيل أربع محطات كبرى لتحلية مياه البحر والتي تشمل رأس جنات في ولاية بومرداس، الطارف، بجاية، وفوكة بولاية تيبازة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار البرنامج الوطني التكميلي الذي يسعى إلى إنجاز خمس محطات لتحلية مياه البحر، بما في ذلك محطة ولاية وهران.
ويعد هذا المشروع جزءاً من الجهود التي تبذلها الدولة لتعزيز الأمن المائي في الجزائر وتلبية احتياجات السكان المتزايدة من المياه الصالحة للشرب.
الأهمية الاستراتيجية للمشروع
وأشار الرئيس المدير العام للشركة الجزائرية للطاقة، لطفي زنادي، أن استلام هذه الشحنة يعتبر خطوة مهمة في إطار تنفيذ البرنامج الذي أقره رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
ويهدف هذا البرنامج إلى تعزيز الأمن المائي في الجزائر عبر إنجاز محطات كبرى لتحلية مياه البحر بقدرة إنتاجية تصل إلى 1.5 مليون متر مكعب يومياً.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع تم تنفيذه في “ظرف زمني قياسي”، وهو ما يعكس الجهود الجبارة التي تبذلها الدولة لإنجاز هذه المحطات في أسرع وقت ممكن.
الجسر الجوي لتسريع التنفيذ
ولتحقيق هذا الهدف، تم إنشاء جسر جوي يضم عشر رحلات جوية لنقل المعدات الحيوية اللازمة لتشغيل المحطات، بدلاً من اللجوء إلى الشحن البحري الذي قد يستغرق عدة أشهر.
ووفقاً للمدير العام للطاقة، فإن هذه الخطوة ستساهم بشكل كبير في تسريع عملية الإنجاز وتمكين المحطات من البدء في العمل في الموعد المحدد.
ويظهر هذا القرار التنسيق الوثيق بين مجمع سوناطراك ووزارة الطاقة والمناجم لضمان تحقيق المشروع ضمن الجدول الزمني المقرر.
إقرأ أيضا: الجزائر الأولى افريقيا في عدد محطات تحلية المياه
تدابير استثنائية لتحقيق الأهداف
وتمثل هذه التدابير الاستثنائية، مثل اللجوء إلى الشحن الجوي لاستيراد المعدات، “التزام الدولة وكل الفاعلين المعنيين بتسليم هذه المشاريع في مواعيدها المحددة”، وفقاً لما صرح به مسؤول الشركة.
هذه الإجراءات تأتي في إطار التحديات الكبيرة التي تواجه الجزائر في مجال توفير المياه الصالحة للشرب لسكانها. ويعتبر نجاح هذا المشروع خطوة أساسية نحو تحقيق الأمن المائي في الجزائر، وهو هدف استراتيجي تسعى الحكومة الجزائرية إلى تحقيقه.
تقدم الأشغال ووضع الجدول الزمني
كما أوضح المدير العام للشركة الجزائرية لإنجاز المشاريع الصناعية، طارق نويزي، أن وصول هذه المعدات سيتيح بدء تشغيل المحطات وتزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب بحلول نهاية العام الجاري.
وتأتي هذه التصريحات في وقت بلغت فيه نسبة تقدم الأشغال في المحطات الخمسة الكبرى لتحلية مياه البحر حوالي 75%.
هذه المحطات التي تشمل ولايات بومرداس، الطارف، بجاية، تيبازة، ووهران، تعتبر جزءاً أساسياً من الحلول التي تتبناها الحكومة الجزائرية لمواجهة تحديات نقص المياه.
تعاون مؤسساتي لتحقيق النجاح
وتشارك في تنفيذ هذا المشروع الضخم مجموعة من المؤسسات الجزائرية الكبرى، بما في ذلك المؤسسة الوطنية للأشغال البترولية الكبرى، والشركة الجزائرية لإنجاز المشاريع الصناعية، والمؤسسة الوطنية للقنوات، إلى جانب شركة كوسيدار للقنوات.
ويعكس هذا التعاون بين مختلف المؤسسات الوطنية حجم التحدي الذي تواجهه الجزائر في مجال توفير الموارد المائية، فضلاً عن الرغبة القوية في إيجاد حلول مستدامة تلبي احتياجات البلاد.
إقرأ أيضا: هذه قدرات محطة تحلية مياه البحر ب”كاب جنات”
أهمية تحلية مياه البحر في تحقيق الأمن المائي
وتعتبر تحلية مياه البحر واحدة من الحلول الإستراتيجية لمواجهة شح المياه في الجزائر، خاصة في ظل التغيرات المناخية والتزايد المستمر في عدد السكان.
ويساهم هذا المشروع في تقليل الاعتماد على المصادر التقليدية للمياه، مثل السدود والآبار، التي باتت غير كافية لتلبية الطلب المتزايد.
ومن شأن اللجوء إلى محطات تحلية مياه البحر أن يعزز قدرة الجزائر على تحقيق الأمن المائي ويضمن استدامة الإمدادات المائية لسنوات قادمة.
استجابة سريعة لتحديات المياه
ويأتي إنشاء هذه المحطات في سياق الاستجابة السريعة من قبل الحكومة الجزائرية للتحديات المرتبطة بتوفير المياه الصالحة للشرب للمواطنين.
هذه المحطات ستكون قادرة على تزويد ملايين الأشخاص بالمياه، وهو ما يعكس التزام الدولة بتحسين مستوى معيشة سكانها.
وتعتبر تحلية مياه البحر حلاً مستداماً يساهم في التغلب على نقص المياه في المناطق الساحلية ويخفف من الضغط على الموارد المائية التقليدية.
المحطات في موعدها المحدد
وتتوقع السلطات أن تبدأ المحطات الأربعة في ضخ المياه الصالحة للشرب قبل نهاية العام الجاري، وهو ما سيشكل إنجازاً كبيراً في مجال البنية التحتية المائية.
ويتوقع أن يتم استكمال المشروع بأكمله مع الانتهاء من المحطة الخامسة في ولاية وهران خلال الأشهر المقبلة.
وبفضل هذه المحطات، سيكون للجزائر بنية تحتية قوية في مجال تحلية مياه البحر، مما سيمكنها من مواجهة التحديات المستقبلية المتعلقة بتأمين المياه للسكان.
استثمارات ضخمة من أجل مستقبل مستدام
وتأتي هذه المشاريع كجزء من الاستثمارات الضخمة التي تخصصها الحكومة الجزائرية لتطوير البنية التحتية المائية في البلاد، وهو ما يعكس رغبة قوية في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة حياة المواطنين.
وفضلاً عن ذلك، سيساهم تشغيل هذه المحطات في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الاقتصاد الوطني، مما يعزز مكانة الجزائر كواحدة من الدول الرائدة في مجال تحلية مياه البحر في المنطقة.
تعزيز الشراكات الدولية
كما يعكس استيراد هذه المضخات من اليابان الشراكات الدولية التي تسعى الجزائر إلى تعزيزها في مجال التكنولوجيا المتقدمة. هذه الشراكات تلعب دوراً حيوياً في تسريع وتيرة الإنجاز وتحقيق الأهداف التنموية.