أجمع العديد من الخبراء الاقتصاديين على أهمية زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى تركيا ، والتي تحمل في طياتها آثار إقتصادية إيجابية على الجزائر، قد تسمح بتحريك عجلة اقتصادها والرفع من الاستثمارات والمبادلات التجارية بين البلدين خارج قطاع المحروقات.
وتعمل الجزائر جاهدة للرفع من حجم المبادلات التجارية مع تركيا إلى أكثر من 10 مليار دولار في الوقت الذي أبرمت فيه على اتفاقيات تعاون جد استراتيجية بينهما قد تسهم بشكل كبير بالدفع بالاقتصاد الوطني بعيدا عن المحروقات.
تمتين العلاقات
وفي قراءة تحليلية لزيارة تبون إلى تركيا وما تمخضت عنها من اتفاقيات مبرمة، قال النائب البرلماني بالمجلس الشعبي الوطني والخبير الاقتصادي عبد القادر بريش في تصريح ل ” سهم ميديا” أنها تندرج في إطار تمتين العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين الجزائر وتركيا في سياق التحول الاقتصادي الذي تعرفه الجزائر ورغبتها في الانفتاح على الاستثمارات الأجنبية وتنويع الشركاء الاقتصاديين على قاعدة رابح-رابح.
وفي هذا الشأن، تعمل الجزائر على تعزيز علاقات التعاون والشراكة الاقتصادية مع تركيا ، إذ تعد هذه الأخيرة شريكا اقتصاديا قويا بالنظر إلى عدد الشركات التركية الناشطة في الجزائر والمقدرة ب1400 شركة ناهيك عن بلوغ حجم استثماراتها في الجزائر والتي فاقت 2 مليار دولار في عدة قطاعات هامة استراتيجية. يضيف بريش.
وتوقع عبد القادر بريش أن يفوق حجم المبادلات التجارية بين الجزائر وتركيا 6 مليار دولار مع نهاية 2022 في الوقت الذي سجل حجم المبادلات التجارية في وقت سابق 5 مليار دولار.
ومن أجل بلورة جميع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي أبرمتها الجزائر مع تركيا على هامش زيارة الدولة التي قام بها الرئيس تبون، أكد ذات المحلل أنها جاءت بالتزامن و قرب إصدار الجزائر لقانون الاستثمار الجديد الذي تحرص من خلاله على جعل البيئة الاستثمارية ومناخ الأعمال ليكون أكثر سهولة وأكثر جاذبية وانفتاحا على الاستثمارات الأجنبية. ضف إلى ذلك، ستعزز هذه الزيارة المزيد من التقارب بين البلدين في العديد من الملفات الاقليمية في والدولية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقرأ أيضا: الجزائر وتركيا توقعان على مذكرات تفاهم في عدة قطاعات استراتيجية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تثمين وثناء
بدوره ،ثمن الدكتور والخبير في الاقتصاد والعلاقات الدولية والديبلوماسية ، فريد بن يحي في تصريحه ل” سهم ميديا ” الاتفاقيات الموقعة بين الجزائر وتركيا لاسيما في قطاعين هامين يملكان عمقا استراتيجيا كبيرا وهما الصناعة العسكرية وصناعة السفن، حيث أثنى بن يحي على الخبرة التي تمتلكها المناولة التركية في صناعة قطع غيار الطائرات العسكرية والتي أضحت في أعلى مستوى لها، بإمكانها أن تنقل خبرتها من خلال استثماراتها في الجزائر.
كما أشار بن يحي في هذا السياق، أن الدفع بالشراكة الجزائرية التركية في صناعة السفن التجارية والعسكرية ستستفيد منها الطاقات البشرية للرفع من قيمة الصادرات.
ونظرا لأهمية الجزائر وموقعها الاستراتيجي وقربها من أوروبا كونها بوابة إفريقيا، جدد المتحدث ضرورة تجسيد
الاستثمارات الاستراتيجية بين البلدين التي يمكن أن تكون محل شراكة خاصة وامتلاك الجزائر لبنية تحتية تمكنها من الولوج إلى القارة الإفريقية لاسيما خط السكة الحديدية العابر للصحراء من الجزائر العاصمة إلى تمنراست ومنه إلى الدول الإفريقية، وخط السكة الحديدية بشار تندوف غار جبيلات لاستغلال منجم غار جبيلات للحديد.
كما أوصى ذات الخبير إلى تبني الاستثمارات في قطاعات الصناعات التحويلية والصناعات المصعنة والصناعات الميكانيكية وغيرها من مجالات الشراكة الواعدة بين الجزائر وتركيا.
اتفاقيات ايجابية
وبخصوص الاتفاقيات الموقعة بين الجزائر وتركيا، فقد شملت كل من مذكرة تفاهم في مجالات المناجم والتعدين والطاقة، البيئة، الأشغال العمومية، الخدمات الاجتماعية، الصيد البحري وتربية المائيات، المؤسسات المصغرة، التعليم المهني، التربية والتعليم.
كما شهدت مراسم التوقيع أيضا على اتفاق تعاون لمكافحة الجريمة المنظمة والعابرة للحدود واتفاق آخر لإنشاء مدرسة دولية تركية في الجزائر إلى جانب إنجاز مركز ثقافي بين الجزائر وتركيا وبروتوكول تعاون في مجال الإعلام والاتصال بين البلدين.
وكان لقطاع الصناعة نصيب هو الآخر في ابرام مذكرة تفاهم بين اتحاد الغرف والتجارة والبورصات التركية والغرفة الوطنية الجزائرية للصناعة والتجارة.
هذا وقال الرئيس تبون أن عملية تقييم علاقات التعاون بين الجزائر وتركيا قد أعطت ثمارها في قطاع النسيج بغليزان ومجال الصلب عبر شركة توسيالي التي قال أنها باتت تصدر إنتاجها ما يقارب 01 مليار دولار، ما يؤكد على نجاح الشراكة الجزائرية التركية.
وكشف أردوغان أن المستثمرين الأتراك يرون الجزائر قاعدة إنتاجية لهم، معربا عن تصميم تركيا لدعم استثماراتها مع الجزائر في الصناعات الدفاعية.