ينام منجم غار جبيلات الذي يقع بولاية تندوف الجنوبية على مخزون يفوق 3.5 مليارات طن وفق آخر الأرقام التي كشفت عنها تقارير حكومية ما يؤهله لأن يكون ثالث احتياط عالمي لمادة الحديد، ودخوله مرحلة الاستغلال سيمكّن الجزائر من طرح مليوني طن سنويا لمدة 400 سنة في السوق الدولية للحديد، ليضعها في المرتبة التاسعة عالميّا من حيث التصدير.
وتكشف الأرقام وتوقعات الخبراء أن الطاقة الإنتاجية السنوية لغار جبيلات من خام الحديد ستتراوح بين 2 الى 3 مليون طن في المرحلة الأولى (2022-2025)، ثم 40 إلى 50 مليون طن سنويا ابتداء من 2026، وفي حال تحويل الخام إلى حديد بناء، فان رقم المبيعات سيبلغ 16 مليارات دولار سنويا على الأقل، لكن الوصول الى هذا الرقم الضخم يحتم على الجزائر توفير 6 مركبات ضخمة جديدة لإنتاج حديد التسليح وفتح الآفاق الدوليّة للاقتصاد الجزائري.
وتوفير هذا العدد من المركبات ليس بالأمر المستحيل على الجزائر التي تمتلك اليوم مركب بلاّرة للحديد والصلب، الذي يعد من أضخم المركبات الصناعية للاختزال في العالم، يضاف اليه مركّب الحجّار المصنف ضمن المراتب الأولى في أفريقيا ومركب الحديد والصلب “توسيالي” ببطيوة (وهران).
ويبدوا أن استغلال غار جبيلات لم يعد مجرد كلام للاستهلاك، حيث بدأت الجزائر فعليا في العمل على الميدان نهاية شهر جويلية 2022، حيث أشرف وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب على إطلاق أشغال استغلال المنجم، وفي منصف شهر أوت 2022 تم استخراج أول كمية من خام الحديد تقدر ب 1000 طن من المنجم، ووفق هذا المعدل، يمكن أن تكون عمليات الاستخراج القادمة بكميات أكبر قد تبلغ حوالي 100 ألف طن/شهريا بحلول نهاية السنة.