افتتاحية سهم الشعب يختار الاستمرارية ومواصلة البناء

هادف: الجزائر صارت أكثر جاذبية للأقطاب الصناعية من الإتحاد الأوروبي و الصين

قطاعات

الإذاعة الجزائرية

أكد المحلل الاقتصادي الدكتور عبد الرحمان هادف، أنّ البيئة العامة للاقتصاد الوطني إيجابية، وفي تغير مستمر وصارت أكثر جاذبية للأقطاب الصناعية والاقتصادية الإقليمية والدولية سواءً من بلدان الاتحاد الأوروبي أو تركيا والصين.

لدى استضافته هذا الثلاثاء، ضمن برنامج “ضيف الصباح” للقناة الأولى للإذاعة الجزائرية، قال هادف إنّ الجزائر تعرف اليوم ديناميكية اقتصادية جديدة بفعل أولى ثمار الإصلاحات الجارية منذ ثلاث سنوات والتي يقودها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون .

وتابع: “التنوع في الاقتصاد الوطني والخروج من التبعية المطلقة للمحروقات رهان كبير تعمل السلطات العليا في البلاد  على كسبه بهدف بناء نموذج اقتصادي جديد مستدام من خلال توفير مناخ قانوني يشجّع كل الفاعلين والشركاء من داخل وخارج الوطن  على الانخراط في المجال الاقتصادي والاستثمار في أجواء من الثقة والراحة .”

واستطرد قائلاً: “هناك اليوم تحسن كبير وتحكم أكثر في منظومة وأداء التجارة الخارجية من خلال اعتماد مقاربة جديدة تراعي حاجيات الاقتصاد الوطني في الحصول على بعض المواد الأولية الكفيلة بترقية المنتوج الوطني والتخلي عن الواردات غير الضرورية والتي يمكن تصنيعها محلياً.”

ووفقاً لهذه الرؤية، رحّب هادف بالإعلان الصادر مؤخراً عن وزارة التجارة وترقية الصادرات، والمتعلق بخفض حجم الواردات من 60 على 44 مليار دولار، واعتبر ذلك مؤشراً قوياً على بداية نجاح عمليات التحكم في التجارة الخارجية  من خلال الآليات الجديدة المنتهجة .

وأضاف: “نحن اليوم في حاجة إلى ترقية المنتوج الوطني والتركيز أكثر على ترقية وتحفيز الصادرات الوطنية بدل الاعتماد فقط على الاستيراد، وما يجري من تقنين لعمليات الاستيراد ليست إجراءً بيروقراطياً، إنما عملية تنظيمية كانت ضرورية لحماية الاقتصاد والمنتوج الوطني .”

وبخصوص الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، اعتبر ضيف الإذاعة أنّه “آن الأوان للذهاب إلى مرحلة جديدة من التعاون والشراكة، باعتبار كل من الجزائر والاتحاد الأوروبي يتقاسمان التحديات نفسها، والأهمّ من ذلك هو جلب استثمارات حقيقية ومباشرة لتقاسم المنافع بدل المقاربة القديمة القائمة على التبادلات التجارية .”

وأشار هادف إلى “فرص كبيرة لبناء شراكة جديدة وخاصة في مجالي الطاقة الأحفورية والطاقات المتجددة، بالنظر إلى تزايد حاجة أوروبا لتأمين احتياجاتها من الطاقة والقدرات الهائلة التي تتمتع بها الجزائر في هذا المجال بما فيها الخبرة والبنية التحتية .”

وتابع: “هناك منافسة كبيرة اليوم في الأسواق الإقليمية والدولية، والجزائر في حاجة للولوج إلى هذه الأسواق ولن يتأت ذلك إلا برفع القدرة التنافسية للمنتوج الوطني، ولا خيار أمام المؤسسات الوطنية سوى إبرام شراكات منتجة وديناميكية مع الأقطاب الاقتصادية الكبيرة وخاصة في مجال التكنولوجيا الحديثة لضمان ميلاد منتوج وطني تنافسي وقابل للتصدير”.