توجت زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إلى سلطنة عمان، التي استمرت ثلاثة أيام تلبية لدعوة من السلطان هيثم بن طارق، بإصدار بيان مشترك يعزز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.
وأعلن البيان عن إنشاء صندوق استثماري عماني-جزائري، يهدف إلى إقامة مشاريع شراكة مشتركة تشمل مجالات عدة، منها الطاقة المتجددة، البتروكيماويات، الزراعة الصحراوية، التكنولوجيا، والسياحة، إلى جانب قطاعات أخرى واعدة. جاء هذا التوجه بعد مباحثات رسمية بين الرئيس تبون والسلطان هيثم، حيث أشاد الجانبان بالتطور الملحوظ في العلاقات بين البلدين وأكدا التزامهما بتعميق التعاون الثنائي بما يعكس روابط الأخوة التاريخية.
كما أعرب القائدان عن دعمهما الكامل لنتائج الدورة الثامنة للجنة العمانية-الجزائرية المشتركة، التي انعقدت في الجزائر في جوان الماضي، والتي شهدت تنظيم ندوة لرجال الأعمال تركزت على استكشاف الفرص الاستثمارية والتجارية بين البلدين. وقد شدد القائدان على أهمية متابعة تنفيذ المبادرات والبرامج المشتركة التي ستعود بالنفع على كلا البلدين.
وفي سياق تعميق التعاون، تم التوقيع على ثماني مذكرات تفاهم تغطي مجالات متنوعة، منها ترقية الاستثمار، تنظيم المعارض والفعاليات، التربية والتعليم، التعليم العالي، البيئة والتنمية المستدامة، الخدمات المالية، التشغيل والتدريب، والإعلام، مما يشير إلى رغبة مشتركة في تعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية والعلمية.
وفي الشأن السياسي، أكدت عمان والجزائر على أهمية التنسيق فيما يخص القضايا الإقليمية والدولية، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث دعا الجانبان إلى وقف العدوان الإسرائيلي ودعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة. كذلك شددا على أهمية التعاون في المحافل الإقليمية والدولية بما يسهم في دعم العمل العربي المشترك وتعزيز السلم والاستقرار.
وختم البيان بتقدير الجانب العماني لدور الجزائر في دعم القضايا العربية العادلة، خاصة في إطار عضويتها الحالية بمجلس الأمن. من جانبه، أعرب الجانب الجزائري عن تقديره للدور المهم الذي تضطلع به سلطنة عمان في دفع جهود السلم وخفض التوترات الإقليمية.