يعد ملف إنتاج الهيدروجين الأخضر من أهم الملفات التي تراهن عليها الجزائر للرفع من طاقتها المستقبلية، باعتباره وقوداً مستقبلياً خالياً من الانبعاثات الكربونية.
وتمتلك الجزائر إمكانات ومقومات غنية في الغاز وأنابيبه لا سيما الإمكانات الشمسية هائلة، والشبكة الكهربائية الواسعة، والبنى التحتية الوطنية والدولية لنقل الغاز الطبيعي، والتي يمكن استغلالها مستقبلًا لتصدير الهيدروجين.
أول خطوة نحو “الهيدروجين الأخضر”
وكأول خطوة ميدانية للجزائر في بداية تجسيد مشروع “الهيدروجين الأخضر”، كانت قد وقّعت شركة سوناطراك الجزائرية مذكرة تفاهم واتفاقية مع شركة الغاز الألمانية “في إن جي” ذلك يوم 20 ديسمبر 2022، خلال يوم الطاقة الجزائري الألماني، ذلك من أجل دراسة إمكان التعاون لإنجاز مشروعات في مجال الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، والذي يسمح بإنتاج 50 ميغاواط من الكهرباء، على أن تتضاعف الكمية بحلول 2030، وفق ما جاء في بيان شركة سوناطراك.
كما انضمت الجزائر إلى قائمة الدول التي أعلنت عن الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين، حسب ما أوضحته وزارة الطاقة والمناجم خلال في شهر مارس 2023.
نحو تصدير الهيدروجين إلى أوروبا
وعليه، تخطط الجزائر للاستحواذ على حصة من سوق تصدير الهيدروجين خلال السنوات المقبلة، خاصة إلى الأسواق الأوروبية والتي بلغ هدفها الإنتاجي حاليًا ل 10 ملايين طن واستيراد الكمية نفسها من الخارج.
وبحسب رئيس اللجنة الوطنية لتطوير الهيدروجين في وزارة الطاقة والمناجم، ميلود مجلد، فإن الجزائر تسعى لإنتاج الكمية وتوجيهها نحو التصدير. خاصة إلى الأسواق الأوروبية بسعر تنافسي، بهدف تغطية نحو 10% من الواردات المتوقعة للسوق الأوروبية. والمقدرة بنحو 10 ملايين طن سنويًا، بحلول عام 2040.
هذا وقد رصدت وزارة الطاقة والمناجم موازنة بين 25 و30 مليار دولار لاستغلال هذه المادة الحيوية في الجزائر. التي تملك عدة مقومات تمكنها من تقديم دور محوري في تصديره إلى الأسواق العالمية مستقبلًا.
مؤهلات كبيرة
صرح الخبير في الطاقات المتجددة والانتقال الطاقوي البروفيسور علي شقنان لموقع “سهم ميديا”. أن “الجزائر تبنت مؤخرا عدة مشاريع في الطاقات المتجددة ولاسيما الهيدروجين الأخضر”.
واعتبر الخبير أن الهيدروجين الأخضر “أصبح اليوم بديل من البدائل التي تتسابق حولها الدول الرائدة وبالخصوص دول الاتحاد الأوروبي”.
وأضاف شقنان أنه “في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعيتها الطاقوية، فالجزائر وبما تمتلكه من كمون شمسي في الصحراء. والتي تعتبر الأكبر على المستوى الدولي بمعدل تشميس قد يصل الى 3909 سنويا. سيؤهلها على أن تكون مستثمر كبير وأساسي للهيدروجين الأخضر “.
وأكد ذات الخبير أن هذا الأخير “يعتبر ناقل طاقوي لضمان الأمن الطاقوي وكذلك يمكن استغلاله لإنتاج الأمونيا الخضراء. والتي تلعب دورا كبيرا في الأمن الغذائي”.
وفيما يخص نقطة التصدير يقول شقنان “تسعى الجزائر إلى تصدير الهيدروجين الأخضر. الذي ينتج عن طريق التحليل الكهربائي للماء باستخدام الطاقات المتجددة لاسيما الطاقات الشمسية لتصديره إلى أوروبا عبر بوابة إيطاليا “.
ويرى خبير الطاقة أن “الجزائر اليوم وعبر شراكتها واتفاقيتها مع هذه الدول. تسعى أن تكون رائدة في المنطقة وفي مجال الهيدروجين الأخضر، وبأسعار تنافسية”.