افتتاحية سهم الشعب يختار الاستمرارية ومواصلة البناء

زيارة لافروف..روسيا تدعم الجزائر وتعترف بقراراتها الحكيمة

تقارير سهم

جاءت زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للجزائر لتؤكد من جديد أن الغاز الجزائري بات يشكل “العنوان الرئيسي” لزيارات رسمية من قبل مسؤولين غربيين إلى الجزائر في ظل التوتر الحاصل في شرقي القارة العجوز.

وحمل لافروف في زيارته الجديدة للجزائر العديد من الملفات خاصة في ظل ما يشهده العالم من تداعيات الأزمة الأوكرانية والتي أدت إلى تصادم روسي غربي، أفضت إلى أزمة طاقوية في أوروبا بعد محاولات دول الإتحاد الأوروبي الاستغناء عن الغاز الروسي الذي يغطي نصف احتياجاتهم الطاقوية.

ورغم أن الكثير من الأطراف يرون أن الغاز الجزائري من شأنه أن يكون احدى الحلول الممكنة لتعويض الغاز الروسي في أوروبا الا أن الجزائر التي أكدت طيلة أطوار هذه الأزمة أنها سيدة في قراراتها أبدت في كل مرة التزامها بالاتفاقيات السابقة لتوريد الغاز نحو أوروبا في إشارة منها إلى عدم قدرة أي طرف تعويض الغاز الروسي في القارة الأوروبية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقرأ أيضا: زيارة بلينكن ومكالمة بوتين…ماذا تريد واشنطن وموسكو من الجزائر؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دعم روسي جزائري

ي لافروف خلال استقباله من طرف الرئيس تبون
سيرغي لافروف خلال استقباله من طرف الرئيس تبون

وفي تصريح له، عبر لافروف دعم روسيا لاتفاقيات الجزائر الطاقوية الأخيرة، بقوله أن “موسكو متفهمة من توازن موقف الجزائر من الأزمة الأوكرانية” مؤكدا دعم بلاده “لالتزام الجزائر بالاتفاقيات السابقة لتوريد الغاز”.

ويأتي تصريح وزير الخارجية الروسي في أعقاب توقيع الجزائر شهر أفريل المنصرم، اتفاقا لتزويد إيطاليا بكميات إضافية من الغاز بحوالي 40%، يشمل أيضًا مراجعة السعر وفقًا لمعطيات الأسواق العالمية في محاولة إيطالية لإيجاد إمدادات بديلة بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وحول هذه النقطة يقول الخبير الإقتصادي أبو بكر سلامي في تصريح ل “سهم ميديا” أن الخطوة “لم تؤثر على العلاقات الجزائرية الروسية بل أن موسكو أبدت تفهمها الكامل من ذلك” في إشارة إلى ما صرح به الوزير لافروف.

زيارة لتأكيد العلاقات

الخبير الإقتصادي أبو بكر سلامي
الخبير الإقتصادي أبو بكر سلامي

وعلق سلامي على زيارة لافروف إلى الجزائر والتي قال أنها “تحمل في طياتها أولا دعوة الرئيس الروسي لنظيره الجزائري عبد المجيد تبون لزيارة روسيا في خطوة لتوطيد العلاقات بين البلدين” معرجا على تصريحات وزير الخارجية الروسي فيما يخص تعزيز التعاون الروسي الجزائري في العديد من الميادين خاصة في ظل ما تعرفه روسيا من عزلة أوروبية وأمريكية، لكنها في نفس الوقت “لاتزال تملك حلفاء ودولا صديقة كالجزائر والصين والهند وإيران ودولا أخرى تحاول توسيع الشراكة معهم خاصة في الوقت الراهن”.

وقال سلامي أن “روسيا تحاول تعزيز تعاونها مع الجزائر لما تمثله (الجزائر) من ثقل في علاقاتها الدولية والإفريقية والعربية، كونها تملك علاقات جيدة مع كلتا المعسكرين ( أوروبا وأمريكا ) و ( روسيا)”، مشيرا الى أن “موقف الجزائر كان متزنا معهما بفضل قراراتها الحكيمة التي لم تصطف مع أي جهة، كما أنها نوعت من متعامليها الإقتصاديين فلها صادرات وواردات مع كلا الطرفين، ساهمت في تعزيز علاقاتها الإقتصادية”.

علاقات تاريخية “لا تتأثر”

علاقات تاريخية قوية بين الجزائر وروسيا
علاقات تاريخية قوية بين الجزائر وروسيا

وتربط الجزائر وموسكو علاقات تاريخية، سواء على المستوى الاقتصادي بحجم تبادلات وصل إلى 3 مليار دولار كما أعلن لافروف. كما تنسق الجزائر مع روسيا في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز وكذلك في اجتماعات الدول المصدرة للنفط “أوبك+”

وتعد الجزائر حلقة رئيسية مغاربيا وإفريقيا بالنسبة لموسكو، حيث تتعدى ذلك إلى العمل أيضا على تطوير المصالح الاقتصادية بالتركيز على ثلاث قطاعات رئيسية هي الطاقة (النفط والغاز)، والتعاون التقني في المجالات الصناعية والتنموية، والتعاون العسكري.