عدد الخبير الإقتصادي عبد الرحمان هادف، ثلاث أوراق بإمكان الجزائر أن توظفها في إعادة نظرها في الإتفاقيات التي تربطها مع شركاءها الإقتصاديين.
وقال هادف في تصريح أدلى به لموقع ” سهم ميديا”، أنه بحوزة الجزائر ثلاث أوراق مهمة ورابحة لتوظفها في إعادة نظرها في اتفاقياتها مع شركاءها الإقتصاديين، تتمثل في الثروات الطبيعية أي الطاقوية والتي أصبحت رقما مهما في الخارطة الطاقوية العالمية من مصادر طاقات تقليدية أحفورية وطاقات متجددة، إلى جانب الموقع الجغرافي الذي تتميز به الجزائر، حيث يعتبر استراتيجيا للكثير من الشركاء الذين يرونه ممكن أين يجعل من الجزائر قطبا محوريا بامتياز، لاسيما المنطقة الأورومتوسطية وكذا الإفريقية عبر منطقة التبادل الحر الإفريقية، كما تتوفر بلادنا أيضا على اليد العاملة المؤهلة أي أكثر من 500 ألف شاب متخرج من الجامعة ومراكز التكوين، والتي تمثل قوة ضاربة للإقتصاد يمكن توظيفها في قطاعات استراتيجية مستقبلا.
وفي سياق متصل، أضاف عبد الرحمان هادف، أنه من الضروري تحيين وإعادة النظر في الإتفاقيات التي تربط الجزائر وشركاءها في إشارة إلى الإتحاد الأوروبي، الذي دخلت اتفاقيته حيز التنفيذ مع الجزائر عام 2005، مؤكدا هادف في سياق تصريحه ل” سهم ميديا”، أن الجزائر بات من الضروري تحيين اتفاقيتها مع الإتحاد الأوروبي لتواكب التطورات الراهنة، نظرا لتسجيلها عددا من الإختلالات في عملية التقييم، شملت أرقاما غير متوزانة في التبادلات التجارية بين الجزائر والإتحاد الأوروبي، حيث سجلت أكثر من 220 مليار دولار قيمة صادرات دول الإتحاد الأوروبي نحو الجزائر، بالمقابل، لم تتعدى صادرات الجزائر نحو دول الإتحاد 15 مليار دولار.
وفي هذا الشأن، دعا ذات الخبير إلى مرافقة الجزائر في تنويع إقتصادها والسماح للمنتوجات الجزائرية أن تدخل إلى السوق الأوروبية الموحدة أكثر سهولة، ومن هذا المنطلق، فلابد من الجزائر أن تجعل اتفاقيتها مع الشريك الأوروبي ترتقي ليصبح لها بعدا إقتصاديا إلى جانب طرحها لملف الإستثمار بكل وزنه وثقله على طاولة الإتفاقية، خاصة وأن أوروبا حاليا بحاجة إلى شريك مثل الجزائر لاسيما وأن بلادنا تعد موردا موثوقا لإمدادات الطاقة الأوروبية، حيث تخطط في الوقت الراهن الجزائر في توسيع استثماراتها الطاقوية مع أوروبا تزامنا والمخطط الذي برمجته أوروبا آفاق 2027 المتعلق بإعادة النظر في الخارطة الطاقوية في أوروبا، والجزائر اليوم في أحسن رواق لمرافقة برنامج أوروبا في هذا الجانب عن طريق رفع صادراتها والعمل على تطوير طاقاتها المتجددة بالشركة مع دول الإتحاد الأوروبي، كما ألح عبد الرحمان هادف في سياق ذي صلة، على أهمية بعث شراكات ثنائية بين الجزائر والطرف الأوروبي في الإنتاج الصناعي والفلاحي بوضع سلسلة قيم جزائرية أوروبية تسمح بإنتاج سلع بصفة تشاركية في ظل المناطق الحرة التجارية.
وجدد المحلل الإقتصادي تأكيده على مضي الجزائر قدما في تجسيد مشروع تحول إقتصادي شامل خاصة بعد الإصلاحات التي أقرها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في شتى المجالات، تم من خلالها وضع أجندة جديدة لإعادة بناء الإقتصاد الجزائري عن طريق تسطير نموذج تنموي مستدام ومتنوع، مشيرا ذات المحلل إلى الجبهتين التي تعمل عليها الجزائر والمتمثلة في تثمين كل الثروات التي تزخر بها بلادنا محليا وتشجيع القطاعات للعمل وعصرنة أداة الإنتاج في الفلاحة، الصناعة، السياحة، المناجم، غقتصاد المعرفة والإقتصاد الرقمي، علاوة على ذلك تحسينها لمناخ الأعمال وجعله أكثر تحفيزا للمستثمرين. وأردف هادف في سياق حديثه، إلى اعتماد الجزائر على الإندماج في سلسلة القيم العالمية عبر إبرامها لجملة من الشراكات والتحالفات التي تخدم مصالح الطرفين.
وتعمل الجزائر على بعث استراتيجية تهدف إلى تعزيز الإنتاج المحلي وترقية صادراتها خارج قطاع المحروقات والولوج إلى الأسواق الخارجية، وبالأخص بعد إقرارها لقانون الإستثمار الجديد الذي يحمل عدة مزايا وتحفيزات للمستثمرين الجزائريين والأجانب.
وكان قد أبدى ممثل الإتحاد الأوروبي في السياسة الخارجية جوزيب بوريل في زيارته الأخيرة إلى الجزائر ولقاءه بالرئيس عبد المجيد تبون، قد أبدى رغبة الإتحاد الأوروبي بتعزيز التعاون مع الجزائر أكثر، في الوقت الذي تود فيه الجزائر مراجعتها لإتفاقية شراكتها مع الإتحاد الأوروبي.