دشنت الجزائر، اليوم الثلاثاء، بولاية بجاية، مركب ضخم لإنتاج زيت المائدة تابع لمجمع سيفيتال، يعد الأكبر في افريقيا والرابع عالميا.
ويدخل افتتاح هذا المركب في إطار مخطط المجمع لتطوير إنتاج الزيوت النباتية واستخدام المواد الأولية محلية الصنع في انتاج الزيت الغذائي.
ومن شأن هذا المركب، الذي يعد الأكبر في مجال الانتاج الزيتي في الجزائر وافريقيا، والرابع في العالم، أن ينتج زيت المائدة من خلال عملية سحق وإنتاج البذور.
وسيسمح هذا المركب الذي أشرف على تدشينه المدير العام لمجمع سيفيتال ماليك ربراب رفقة السلطات الولائية ببجاية، بتقليص عملية الاستيراد.
سحق البذور
وأكد مدير المشروع وناس إحدادن في تصريحات إعلامية أن المصنع الجديد سيختص في مرحلته الأولى في سحق البذور التي سيتم استيرادها، أما في المرحلة الثانية، فسيتم التوجه إلى عملية انتاج هذه البذور محليا عبر مختلف المناطق خاصة الهضاب العليا والصحراء.
وكشف ذات المتحدث، أن المصنع سينتج 11 ألف طنا يوميا من نبتة الصوجا و6 آلاف طن يوميا من عباد الشمس و5 آلاف طن من نبتة الكولزا.
من جهته، كشف مدير وحدة سيفيتال للصناعات الغذائية عبد القادر قماش، أن الإنجاز “سيضمن انتاج الزيت من فترة زرع الحبوب ثم فترة حصادها واستقبالها على مستوى المصنع”.
وأضاف: “سيكون هناك معبر بين مصنع سيفيتال لإنتاج الزيوت ووحدة سحق البذور بطاقة إنتاجية تبلغ 11.000 طن من مادة الصوجا، 6000 كن من مادة دوّار الشمس و5000 طن يومياً من مادة الكولزا”.
وفي ذات سياق، أبرز المسؤول أن استراتيجية سير المصنع ستكون وفق ما يلي: “بعد عملية سحق البذور هناك عملية التكرار لإنتاج الزيت بعدها عملية التعبئة للحصول على منتج صالح للإستهلاك، بالإضافة لذلك ستكون وحدة سحق البذور الزيتية مُنشإة تقوم بإنتاج الزيوت النباتية الموجهة للإستهلاك وفي نفس الوقت ستُنتج ذات المؤسسة الأعلاف الموجهة لتغذية الأنعام “.
تقنيات متطورة
ويحتوي هذا المصنع على أحدث التقنيات بمعايير دولية صارمة فيما يتعلق بالسلامة الغذائية مما يسمح بإنتاج زيوت نباتية عالية الجودة، وأعلاف للحيوانات غنية بالبروتينات.
وتمر عملية انتاج الزيوت داخل المنشأة التي تشتغل بتكنولوجيات عالية بعدة مراحل بداية من تنقية البذور بعناية كبيرة لإزالة جميع السوائب والأجسام الغريبة غير المرغوب فيها إلى غاية تعبئة الزيت بعناية في عبوات مناسبة للحفاظ على صفاته ونكهاته.
مناصب شغل
بالإضافة إلى انتاج الزيوت عالية الجودة المستخلصة من البذور الزيتية التي يتم زراعتها محليا، فإن مركب سحق البذور لمجمع سفيتال سيسمح بخلق الثروة وتوفير مناصب الشغل وكذا تطوير الزراعة في الجزائر.
وفي هذا الصدد، قال مدير وحدة سيفيتال للصناعات الغذائية عبد القادر قماش، أن هذا المركب من شأنه خلق مناصب شغل غير مباشرة بالدرجة الأولى للآلاف من البطّالين ونحو 250 الى 300 منصب مُباشر
جهود مبذولة
وتقدم المدير العام لمجمع سيفيتال ماليك ربراب بتحية خاصة الى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي كان له “دور ودعم كبير توج بافتتاح هذا المركب الضخم اليوم”.
وأردف ذات المتحدث أن هذا المشروع سيساهم في تحقيق رؤية رئيس الجمهورية التي تتمثل في التحكم الكامل في غذاء الجزائريين بداية من الحقل إلى مائدة المستهلك.
كما شكر ماليك ربراب والي ولاية بجاية الذي دعمهم بقوة ولم يدخر أي جهد في سبيل هذا المشروع. كما حيا جميع مساعديه والقائمين على مختلف مصالح الولاية ورئيس بلدية بجاية الذين قدموا المساعدة اللازمة.
ووجه ماليك اشادة خاصة لوالده المؤسس والمدير العام السابق للمجمع اسعد ربراب حيث “تجسد هذا المشروع بفضل رؤيته ونكرانه للذات. فكانت عزيمته عنصرا أساسيا لتحقيقه”.
كما أعرب عن امتنانه لجميع الذين رافقوا المجمع طوال هذا الإنجاز من موظفين وخبراء وإعلاميين. وكذلك جميع عمال ومديري مجمع سيفيتال.
إرادة الرئيس
وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قد أكد سابقا أن سنة 2023 ستشهد إطلاق أول مصنع جزائري لانتاج السكر من الحقل الى المستهلك، مشدّدا على أن الإقتصاد يبنى على الإنتاج لا على الإستيراد.
وشدد رئيس الجمهورية على ضرورة الوصول إلى تقليص التبعية في مجال زيت المائدة والوصول إلى الإنتاج من “الحقل إلى المستهلك”. وقال: “إن شاء الله سنصل في غضون أفريل- ماي المقبلين لصناعة حقيقية لزيت المائدة من الحقل إلى المستهلك لكيلا نظل نستورد الزيت الخام ونصفيه فقط ولا نظل سجناء السوق الدولية”.
