تسعى الجزائر إلى جعل عام 2025 آخر سنة تستورد فيها القمح الصلب، وهو هدف استراتيجي يتماشى مع خططها الوطنية الطموحة.
ولتحقيق هذا الهدف، تم دعوة المستثمرين للاستفادة من الأراضي الممنوحة لهم، وذلك ضمن إطار الجهود المبذولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من هذا المنتج الحيوي.
تحقيق الاكتفاء الذاتي: إنتاج يغطي 80% من الطلب المحلي
وحاليًا، يغطي الإنتاج الوطني من القمح الصلب حوالي 80% من الطلب المحلي، مما يعكس تقدمًا ملحوظًا نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وفي سبيل تحقيق هذا الهدف، بدأت الجزائر في تنفيذ مشاريع استصلاح الأراضي في الجنوب، حيث تم توفير 54 محيطًا للاستصلاح منذ إنشاء ديوان تنمية الزراعة الصناعية بالأراضي الصحراوية في عام 2020، ويشمل ذلك حوالي 460 ألف هكتار.
استثمارات ضخمة: 264 ألف هكتار للمستثمرين
وضمن هذه المحيطات، تم توزيع 264 ألف هكتار على 431 مستثمرًا، منهم 268 مستثمرًا تم تنصيبهم فعليًا.
وقد تم استصلاح 16 ألف هكتار وزراعة 6680 هكتارًا منها، بينما تبلغ المساحة القابلة للاستغلال حاليًا 96 ألف هكتار.
ويأتي هذا في إطار الاستثمارات الضخمة التي تهدف إلى زيادة الإنتاج المحلي وتحقيق الأهداف الاستراتيجية الموضوعة.
توسع زراعة الزيتون: 300 ألف هكتار مخصصة للزراعات الزيتية
في سياق موازٍ، تم تخصيص أزيد من 300 ألف هكتار من الأراضي للاستصلاح في الولايات الجنوبية لزراعة الزيتون.
ويهدف هذا التوجه إلى تحقيق إنتاج كامل لزيت المائدة الجزائري، مع إمكانية التوجه نحو التصدير مستقبلاً، وذلك ضمن المخطط الوطني لتنمية الزراعات الاستراتيجية، مما يعزز التنوع الزراعي ويزيد من الاستقلالية الاقتصادية.
المخطط الوطني: استصلاح مليون هكتار بحلول 2028
ويستهدف المخطط الوطني استصلاح أكثر من مليون هكتار في الولايات الجنوبية بحلول عام 2028، حيث يشمل المخطط 500 ألف هكتار لإنتاج الحبوب والشعير، و220 ألف هكتار لإنتاج الذرة، و20 ألف هكتار للبقول الجافة.
ويُنتظر من هذا المخطط أن يسهم في تحقيق الأمن الغذائي، تقليص فاتورة الاستيراد، وإنشاء مخزون استراتيجي لمواجهة الأزمات والظروف المناخية، مما يعكس استثمارًا ضخمًا في الإنتاج والتحويل والتخزين.
وبهذا، تسعى الجزائر إلى تعزيز قدراتها الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مختلف المنتجات الأساسية، مما يعكس التزامها بتحقيق الأهداف الاقتصادية والاستراتيجية الوطنية على المدى الطويل.