في خطوة قد تحمل في طياتها تحولاً جديداً في العلاقات الجزائرية الإماراتية، تلقى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون مكالمة هاتفية من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، يهنئه بفوزه بالانتخابات الرئاسية للمرة الثانية. هذه المكالمة، التي قد تبدو في ظاهرها مجرد تهنئة بروتوكولية، تأتي في سياق خاص، خصوصاً بعد توترات سابقة شابت العلاقات بين البلدين.
وعلى الرغم من هذه التوترات، بدا أن هناك بوادر لإعادة بناء جسور التواصل بين الجزائر والإمارات، حيث أكد القائدان على ضرورة عقد لقاء قريب يجمعهما.
قمة مجموعة السبع… وموقف تبون الحازم
التوترات بين الجزائر والإمارات لم تكن خافية على أحد. اذ في مقابلة تلفزيونية سابقة بثها التلفزيون الجزائري، أشار تبون إلى “تصرفات عدائية” من بلد عربي شقيق لم يُسمه. ورفضت الجزائر حينها ذكر اسم البلد، مفضلةً التهدئة.
ومع ذلك، جاء لقاء جانبي بين الرئيس تبون والشيخ محمد بن زايد على هامش قمة مجموعة السبع في إيطاليا ليخطف الأنظار.
لقاء تبون مع محمد بن زايد كان من بين أبرز الأحداث التي رصدتها وسائل الإعلام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي. فقد لاقى الفيديو الذي جمع الطرفين انتشاراً واسعاً. وأجمع المتابعون على أن الرئيس تبون، السياسي المخضرم، أظهر رزانة وثقة كبيرة خلال حديثه مع الشيخ محمد بن زايد.
ورأى الكثيرون أن هذا اللقاء لم يكن مجرد مجاملة دبلوماسية. بل حمل في طياته إشارات واضحة إلى تشدد تبون في الدفاع عن مصالح الجزائر.
الجزائر التي لا تعادي أحداً
هذا اللقاء، الذي تداولته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حمل الكثير من الدلالات. فقد ظهر الرئيس تبون واثقاً في موقفه. وهو يتحدث مع الشيخ محمد بن زايد، مما أثار تكهنات بأنه استغل هذه الفرصة لتأكيد موقف الجزائر الرافض لأي تدخل في شؤونها الداخلية.
واعتبر البعض هذا اللقاء الجانبي “رسالة قوية” مفادها أن الجزائر لا تعادي أحداً إلا من يحاول تهديد سيادتها وأمنها. وأن من يتجاوز الخطوط الحمراء سيجد الرد المناسب.
مكالمة الهاتف: نحو انفراجة في العلاقات؟
وفي ضوء هذه التحركات الدبلوماسية واللقاءات الجانبية. جاءت المكالمة الهاتفية بين تبون ومحمد بن زايد لتؤكد أن هناك رغبة في إعادة بناء العلاقات الجزائرية الإماراتية. فالاتفاق على عقد لقاء قريب بين القائدين يشير إلى احتمال تطور هذه العلاقة نحو مسار جديد يقوم على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر.
الرئيس تبون، من خلال تصريحاته العلنية وسلوكه الدبلوماسي المميز في الكواليس، وضع إملاءاته وشدد على ضرورة احترام سيادة الجزائر. ومع ذلك، يبدو أن الإمارات تدرك أهمية الجزائر كلاعب إقليمي قوي وتسعى لإعادة تلطيف العلاقات.
ورغم أن الأيام المقبلة ستكشف ما إذا كان هذا التقارب سيؤدي إلى تعاون أكبر أم سيبقى في إطار محاولات تهدئة التوترات. الا أن الواضح هو أن الجزائر، تحت قيادة تبون، لن تتهاون في حماية مصالحها وستظل ثابتة في مواقفها السيادية.