أعلنت العلامة التركية المتخصصة في الديكور ومستلزمات المنزل “مدام كوكو” انسحابها من السوق المغربية بعد خمس سنوات من افتتاح أول متجر لها في المملكة.
وبحسب تقارير إعلامية، جاء هذا القرار بعد مواجهة الشركة منافسة شديدة في السوق المحلي، حيث لم تتمكن من مجاراة المنتجات الصينية الرخيصة التي غزت السوق المغربية، بالإضافة إلى المنافسة القوية من العلامات الفاخرة مثل “زارا هوم”. هذه التحديات دفعت “مدام كوكو” إلى اتخاذ قرار إغلاق متاجرها في المغرب.
في عام 2019، وقعت شركة 3H Partners، الموزع الرئيسي لعلامة “مدام كوكو” في المغرب، شراكة طموحة تهدف إلى فتح أربعة متاجر خلال خمس سنوات. ومع ذلك، لم يحقق أول متجر للعلامة، الكائن في شارع عين تاوجطات بالدار البيضاء، الربحية المطلوبة رغم المحاولات المتعددة لتحسين التسويق والمبيعات.
ورغم الآمال الكبيرة في أن تكون هذه التجربة بوابة العلامة التركية للنجاح في أفريقيا، إلا أن المنافسة الشرسة من المنتجات الصينية الرخيصة، إلى جانب توسع العلامات التجارية الفاخرة مثل “زارا هوم”، جعلت من الصعب على “مدام كوكو” تحقيق التميز في السوق المغربي.
تجدر الإشارة إلى أن “مدام كوكو”، التي تأسست في إسطنبول عام 2011، توسعت دوليًا لتشمل 23 دولة وأكثر من 600 متجر، لكن هذا النجاح الدولي لم يكن كافيًا لضمان بقاء العلامة في المغرب.
غياب الحماية للعلامات التجارية المتوسطة
يظهر انسحاب “مدام كوكو” من السوق المغربية الحاجة إلى إعادة النظر في سياسات المغرب الاقتصادية التي تسمح بمنافسة غير متكافئة بين العلامات التجارية المتوسطة والشركات التي تبيع منتجات رخيصة مستوردة. فعدم وجود حماية فعالة لهذه العلامات ضد الإغراق السلعي الصيني والتوسع الكبير للعلامات التجارية الفاخرة مثل “زارا هوم” يخلق بيئة صعبة للشركات التي تستهدف الطبقة المتوسطة.
إلى جانب ذلك، غياب الحوافز أو الدعم للعلامات التجارية المتوسطة أدى إلى انسحاب “مدام كوكو” من السوق، مما يعكس خللاً في سياسات تشجيع الاستثمارات الأجنبية. يبدو أن الحكومة المغربية بحاجة إلى تعزيز استراتيجياتها الاقتصادية لدعم الشركات المتوسطة والصغيرة، وتوفير بيئة تجارية متوازنة قادرة على منافسة المنتجات المستوردة والمحلية الفاخرة على حد سواء.