أعلنت جامعة عين تموشنت، اليوم الأربعاء 11 ديسمبر 2024، عن نتائج بحث مبتكر يهدف إلى استغلال رواسب السدود المتراكمة، في خطوة تعدّ إنجازًا هامًا في مجال التنمية المستدامة في الجزائر.
يأتي هذا الابتكار في ظل التحديات المتعلقة بالإجهاد المائي وتراجع قدرة تخزين السدود بسبب تراكم الرواسب، والتي تؤثر بشكل مباشر على إمدادات المياه الصالحة للشرب وري الأراضي الزراعية، خاصة في المناطق الشمالية شبه الجافة من البلاد.
يشير البحث الذي أجرته الجامعة إلى أن الرواسب التي تتجمع سنويًا بفعل الأمطار الموسمية، والتي تصل إلى نحو 30 مليون متر مكعب، يمكن أن تصبح موردًا ثمينًا لصناعة مواد البناء. وقد طورت الجامعة عملية مبتكرة لتحويل هذه الرواسب الغنية بالطين إلى طوب جيوبوليمري وخرسانة منخفضة الكربون، بالإضافة إلى الأسمنت، مما يفتح المجال أمام بدائل مستدامة للمواد التقليدية المستخدمة في البناء.
يهدف المشروع إلى استعادة قدرة السدود المائية من خلال إزالة الرواسب المتراكمة، ما يعزز فعاليتها ويعيد قدرتها التخزينية. كما يسهم في تقليل الأثر البيئي عبر استخدام تلك الرواسب في تصنيع مواد البناء، ما يقلل الضغط على الموارد الطبيعية. ويمثل هذا الابتكار قفزة نوعية في مجال البناء المستدام، حيث يقدم حلاً بيئيًا مبتكرًا يعزز كفاءة الطاقة ويقلل الانبعاثات الكربونية.
يندرج هذا المشروع ضمن البرنامج الوطني للبحث (PNR) لعام 2022، تحت عنوان “تعزيز المواد المشتقة من المصادر البيولوجية ذات الإمكانيات الحرارية العالية لتحقيق كفاءة الطاقة في المباني”. وقد أطلقت الجامعة بالتعاون مع شركة “هولسيم الجزائر” المرحلة التجريبية الأولى للمشروع في مناطق وهران ومعسكر، مع خطط لتوسيع نطاقه ليشمل ولايات أخرى مثل المسيلة وبسكرة.
تعد الشراكة بين الجامعة والقطاع الخاص، ممثلة في “هولسيم الجزائر”، نموذجًا للتعاون الفعّال من أجل تحقيق الاستدامة البيئية وتعزيز الاقتصاد الدائري. وتدعو جامعة عين تموشنت جميع الفاعلين في قطاع البناء، بما في ذلك الباحثين وصناع القرار، إلى دعم هذه المبادرة الطموحة التي تمهد الطريق لبناء مستقبل مستدام يجمع بين الابتكار والمسؤولية البيئية.