تعد أستراليا من أهم موردي الغاز في العالم ، حيث تحوي احتياطي كبير من هذه المادة الطاقوية ذات الأهمية البالغة ، غير أن المشاكل الأخيرة التي تعصف بالبلاد ، و المتمثلة في اضطرابات تمس المصانع الرئيسية للإنتاج ، بعد تنامي تهديدات العمال بشن إضرابات ، تجعل مخاوف الإتحاد الأوروبي في ارتفاع أسعار الغاز على مرأى العين ، خاصة في ظل غياب الغاز الروسي عن السوق الطاقوية الأوروبية .
أوضح الرئيس التنفيذي للشركة المالكة لسفن الغاز الطبيعي المسال أويستين كاليكليف، (Flex LNG) في أوسلو: “يأتي الإضراب المحتمل في أستراليا في وقت تشهد فيه سوق الغاز مزيداً من المخاطر، على رغم تراجع الأسعار عند مستويات منخفضة نسبياً مقارنةً بالسنوات الأخيرة الماضية”.
وأضاف ، ستسهم إضرابات المصانع الأسترالية بالقضاء على التوازن الهش للإمدادات العالمية، و تهديد إمدادات الغاز المسال لأوروبا والأسعار ستقفز بنسبة 40% في أوروبا.
كما ذكر أن محطات شيفرون” (Chevron) ومجموعة “وودسايد إنرجي” (Woodside Energy)، تشكلان أكثر من 10% من إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية.كما كشف يُتوقع أن تواصل النقابات العمالية المفاوضات غداً الثلاثاء ، في حين أن مليارات الدولارات التي جناها أصحاب المحطات من الاضطرابات (التي أدت إلى ارتفاع أسعار الغاز إلى مستويات قياسية في الصيف الماضي) ، دفعت العمال إلى المطالبة بالحصول على تعويضات أعلى أيضاً .
و بالمقابل،بسبب الأوضاع الروسية و الأوكرانية التى أثرت على تدفقات الغاز العالمية. لا تزال أوروبا، التي تضررت بشدة من قرار روسيا الذي يقضي بالحد من تدفقات الغاز عبر خطوط الأنابيب في خطر، حيث حذّر المسؤولون التنفيذيون في شركات الطاقة الكبرى خلال الأسابيع الأخيرة من أن يعرّض الشتاء البارد والانقطاعات غير المتوقعة، المنطقة لخطر نقص الامدادات.
و من جهة أخري تعتبر آسيا الأكثر تعرضاً بشكل مباشر للتدفقات الأسترالية من الغاز، وتهدد حرب الأسعار مع أوروبا بإرتفاع فواتير المستهلكين .
و للإشارة ، إذا استمر الإضراب في مصانع “غورغون ” و”ويتستون” و”نورث ويست شيلف للغاز الطبيعي المسال في أستراليا لمدة شهر واحد، قد تتأثر ثلاثة ملايين طن من الإمدادات، ما يؤدي إلى إزالة حوالي 44 شحنة من الغاز الطبيعي المسال من السوق، حسبما قال كلاوديو ستيور، مدير شركة “سينرجي كونسلتينغ” .
