وافق الاتحاد الأوروبي رسميا على إدراج ممر الهيدروجين الجنوبي الثاني، الذي ينطلق من الجزائر ويصل ألمانيا عبر تونس وايطاليا والنمسا، ما يتيح تنفيذه بإجراءات سريعة، وأيضا تمكينه من أرصدة مالية لتمويله.
وأفادت شركة سنام الإيطالية المسؤولة عن تسيير شبكة الغاز الداخلية في البلاد، أن مشروع ممر الهيدروجين الجنوبي الثاني قد تم إدراجه في القائمة السادسة لمشاريع الاتحاد الأوروبي ذات الاهتمام المشترك، التي كشفت عنها المفوضية الأوروبية نهاية نوفمبر الماضي.
وفي العادة، يتم اختيار المشاريع ذات الاهتمام المشترك من قبل المفوضية الأوروبية كل عامين، وتعتبر مشاريع بنى تحتية رئيسية عابرة للحدود وقادرة على ربط أنظمة الطاقة في دول الاتحاد، كما تستفيد من إجراءات الموافقة والتنفيذ السريع، ويمكنها أيضا الاستفادة في ظروف معينة، من الوصول إلى التمويل الأوروبي من هيئة ربط أوروبا.
وأشار البيان إلى أن هذا المشروع سيستفيد من شبكة نقل الغاز وسيتم تطويره من طرف شركات “سنام” الإيطالية، و”تاغ و”جي.سي.كا” النمساويتين، و”بايرناتس” الألمانية، ويتضمن نحو 330 كيلومتر من القنوات ستكون ذات بعد استراتيجي بحلول عام 2030.
ولفت البيان إلى أن حصة كبيرة من خطوط الأنابيب التي تضمن إمدادات الغاز الطبيعي، سيتم استخدامها لنقل الهيدروجين بطريقة فعالة من حيث التكلفة وستسهل الوصول إلى الأماكن الملائمة لإنتاج الهيدروجين، وخصوصا الهيدروجين المتجدد (طاقة الرياح والطاقة الشمسية) في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط الجزائر وتونس وجنوب إيطاليا.وكان وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، قد تحدث خلال مؤتمر رافينا للطاقة بإيطاليا قبل أسابيع، عن انخراط الجزائر في محادثات مع عدد من الشركاء فيما صار يعرف بمشروع الممر الجنوبي الثاني للهيدروجين.
واعتبر عرقاب أن الجزائر تشارك في نقاشات تجرى بشأن ممر الهيدروجين الجنوبي والذي يمثل بالنسبة لها ناقلا رئيسيا للطاقة، مشيرا إلى أن الجزائر تركز على الطاقة الشمسية ويمكنها الاعتماد على شبكة كهرباء تمتد لمناطق واسعة.
وشدد الوزير محمد عرقاب على أن الجزائر تريد أن يكون لها دور قيادي وتشارك في سلسلة من المشاريع الرائدة التي تهدف إلى إدارة قطاع الطاقة بأكمله، وأن الهدف هو أن تصبح الجزائر أحد موردي الكهرباء إلى أوروبا.
وخلال أشغال اليوم الجزائري الألماني للطاقة، شهر أكتوبر الماضي، كشف عرقاب على أنه في إطار الحوار الاستراتيجي مع الجانب الأوروبي، يجري حاليا العمل على دراسة إمكانية إنشاء الممر الجنوبي للهيدروجين، والذي يمثل مشروعا طموحا يتطلب دراسات تقنية واقتصادية معمقة مع الشركات المعنية بهذا المشروع الهام.
ووفق هذه التطورات، فإن مسار المشروع قد بات معروفا وسينطلق من الجزائر ليصل ألمانيا مرورا بكل من تونس وايطاليا والنمسا، ما يعني أن الطرف الإسباني سيكون مستثنى تماما من هذه المنشأة الحيوية والاستراتيجية للمستقبل الطاقوي للقارة الأوروبية