يعرف سوق الطاقة في الجزائر تحولا كبيرا بسبب التوجه العالمي نحو السيارات الكهربائية،وقد اعتمدت البلاد منذ فترة طويلة على مواردها الهيدروكربونية لدفع اقتصادها والطلب المتزايد على الطاقة النظيفة.
و أوضح تقرير لصحيفة zbr الاسبانية ،أن هذا مع الاعتماد السريع للسيارات الكهربائية في جميع أنحاء العالم ،ما دفع الجزائر على إعادة تقييم استراتيجيتها في مجال الطاقة واستكشاف فرص جديدة في قطاع الطاقة المتجددة ، و تصدرها المرتبة الأولى في إنتاج الغاز و النفط في إفريقيا.
وأضافت ،يمكن التقليل من تأثير السيارات الكهربائية على سوق الطاقة الجزائري ومع إعلان المزيد من الدول عن خططها للتخلص التدريجي من مركبات الاحتراق الداخلي والتحول نحو النقل الكهربائي، من المرجح أن ينخفض الطلب على النفط في السنوات المقبلة وسيشكل هذا تحديًا كبيرًا للجزائر، التي تستمد جزءًا كبيرًا من إيراداتها من صادرات النفط والغاز وفي الواقع، تمثل صادرات المواد الهيدروكربونية أكثر من 90% من إجمالي عائدات الصادرات في البلاد وتساهم بأكثر من 60% من الميزانية الوطنية.
و كشفت الجزائر عن خطواتها لتنويع مصفوفة الطاقة لديها وتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري ،وضعت الحكومة أهدافًا طموحة للطاقة المتجددة، بهدف توليد 22 ألف ميجاوات من الطاقة النظيفة بحلول عام 2030،و خلال زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الصين الشعبية تفقد شركة “BYD” لصناعة السيارات الكهربائية الواقعة جنوب الصينو دعى مسؤوليها للاستثمار في الجزائر لأنها تمنح مزايا عديدة للمستثمرين الأجانب.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى الجزائر إلى الاستفادة من الطلب العالمي المتزايد على بطاريات السيارات الكهربائية من خلال تطوير مواردها من الليثيوم. ويقدر أن البلاد تمتلك ثالث أكبر احتياطي من الليثيوم في العالم، وقد وقعت الحكومة مؤخرًا اتفاقيات مع شركات أجنبية لاستكشاف هذه الاحتياطيات وتطويرها. وهذا يمكن أن يضع الجزائر كلاعب رئيسي في سلسلة التوريد العالمية للسيارات الكهربائية، مما يوفر مصدرا قيما للإيرادات مع انخفاض الطلب على النفط.
و جدير بالذكر ، فإن الطريق إلى الكهرباء لا يخلو من التحديات. ستحتاج الجزائر إلى الاستثمار بكثافة في البنية التحتية للشحن لدعم اعتماد السيارات الكهربائية على نطاق واسع. تمتلك الدولة حاليًا عددًا محدودًا من محطات الشحن، لذا فإن توسيع هذه الشبكة سيكون أمرًا بالغ الأهمية لضمان نجاح مبادرات السيارات الكهربائية و يعتبر ظهور السيارات الكهربائية يمثل تحديات وفرصًا لسوق الطاقة الجزائري. ومن خلال تبني هذا التحول والاستثمار في الطاقة المتجددة وتصنيع السيارات الكهربائية وتطوير الليثيوم، يمكن للجزائر تنويع اقتصادها وتقليل اعتمادها على النفط ووضع نفسها كقائد في ثورة الطاقة النظيفة العالمية.