تسعى كل من روسيا وإيران لتكونا من المشاركين الرئيسيين في كارتل عالمي يضم موردي الغاز، يحمل نفس قالب منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، في الوقت الذي تعد فيه الجزائر من أكبر منتجي الغاز الطبيعي في إفريقيا فهي مورد رئيسي لهذه المادة الثمينة نحو أوروبا.
وحسب ما ذكره موقع “ويل برايس”، فان توقيع كل من شركة غازبروم وشركة النفط الوطنية الإيرانية (NIOC) على مذكرة تفاهم بقيمة 40 مليار دولار الشهر الماضي، تعد نقطة انطلاقة لروسيا وإيران تمكنهما من تنفيذ خطتهما طويلة الأمد ليكونا من المشاركين الأوائل في كارتل عالمي يضم موردي الغاز، مشابه لقالب منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وقالب منتدى دول الخليج المصدرة الحالي (GECF).
وبهذا الكارتل العالمي الذي تعمل على تأسيسه روسيا وإيران، سيسمح بظهور “أوبك الغازية” قد يجمع دول أخرى تضاف اليهما دول أخرى على غرار قطر والجزائر، تكون مهمته الرئيسية التنسيق والتحكم في أسعار الغاز في السنوات القادمة.
أي دور للجزائر؟
وبذكر مصطلح “كارتل عالمي” يضم موردي الغاز، يظهر اسم الجزائر بقوة للانضمام اليه بما أنها تعد أحد أبرز الدول في افريقيا والعالم المصدرة للغاز الطبيعي خاصة نحو أوروبا، اذ أنها تملك خطوط أنابيب إلى إسبانيا وإيطاليا ومصنع ضخم للغاز الطبيعي المسال في سكيكدة، وزاد إنتاجها من النفط والغاز العام الماضي بنسبة خمسة في المائة إلى 185.2 مليون طن من المكافئ النفطي وقفز إنتاج الغاز الطبيعي المسال بالجزائر بنسبة 14 في المائة.
وعرف قطاع المحروقات في الجزائر، منذ بداية 2022، تحركات سريعة بعد سلسلة اكتشافات قامت بها الجزائر لحقولٍ جديدة حتما ستزيد من إنتاجها للغاز والتصدير للاستفادة من أسعار الطاقة المرتفعة التي يشهدها العالم، ناهيك عن توقيع الجزائر على مذكرة تفاهم مع نيجيريا والنيجر لمدّ خط أنابيب للغاز الطبيعي عبر الصحراء.
وقدرت كلفة المشروع بـ 13 مليار دولار وسيتم نقل نحو 30 مليار متر مكعب سنويا إلى أوروبا، خاصة أن الجزائر تمتلك شبكة انابيب غاز تربطها بجنوب اوروبا ما يجعلها الفاعل الاساسي في الامن الطاقي الاوروبي.