افتتاحية سهم الشعب يختار الاستمرارية ومواصلة البناء

“المخطط ب”… ورقة الجزائر لقيادة تحالف اقتصادي بديل عن “بريكس”

تقارير سهم

يؤكد الخبير الاقتصادي بوشيخي بوحوص، في تصريح خص به “سهم ميديا” أن الجزائر تتبنى نهجًا استراتيجيًا جديدًا عبر ما أسماه ب”المخطط ب”، الذي يهدف إلى إنشاء تحالف اقتصادي بديل عن “بريكس” يُعرف بـ”مجموعة السبع الثانية”.

ويوضح بوشيخي أن هذه المجموعة المقترحة تضم دولًا من أفريقيا، آسيا، وأمريكا اللاتينية، مثل الجزائر ونيجيريا وفنزويلا والمكسيك وتركيا وماليزيا وإندونيسيا، مع إمكانية انضمام دول أخرى كقطر.

ويرى الخبير الجزائري أن هذا التحالف سيشكل قوة اقتصادية جديدة قادرة على مواجهة التحديات العالمية وتعزيز التبادل التجاري البيني، بعيدًا عن الهيمنة التقليدية للعملات الكبرى كالدولار واليورو.

وأضاف بوشيخي: “إن هذه الدول تمتلك إمكانيات اقتصادية هائلة، من موارد طبيعية إلى أسواق استهلاكية كبيرة، وهو ما يمكن أن يجعل هذا التحالف أحد اللاعبين الرئيسيين في النظام الاقتصادي العالمي الجديد. إن الرهان على العملات المحلية والقوة الشرائية الحقيقية، بدلاً من المرور عبر العملات الكابحة للتنمية، هو خطوة جريئة نحو تعزيز العدالة الاقتصادية والتكامل التجاري بين الدول النامية.”

الخبير الاقتصادي بوشيخي بوحوص

وأشار إلى أن الجزائر، باعتبارها صاحبة فكرة تعدد الأقطاب منذ السبعينيات، لن تقبل بأن تكون في موقع تابع لأي قطب جديد، بل ستعمل على تعزيز استقلاليتها الاقتصادية والسياسية من خلال هذا المخطط. ويضيف بوشيخي: “التحرك الجزائري نحو إنشاء مجموعة السبع الثانية يؤكد مجددًا ريادتها في صياغة ملامح عالم متعدد الأقطاب.”

واختتم بوشيخي تصريحه قائلاً: “نحن أمام فرصة تاريخية لإعادة تشكيل النظام المالي العالمي، وعلينا استغلال هذه الفرصة لصالح دول الجنوب التي عانت طويلًا من سيطرة العملات الكبرى. إذا نجح المخطط ب، فإننا سنكون أمام مشهد اقتصادي عالمي أكثر توازنًا وعدالة.”

ما هي مجموعة البريكس وكيف تأسست؟

وللاشارة، تأسست مجموعة البريكس في عام 2006، كتحالف غير رسمي يضم أربعة دول هي: البرازيل، روسيا، الهند، والصين، وكان الهدف منها تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين هذه الدول. تمت إضافة جنوب أفريقيا إلى المجموعة في عام 2010، ليصبح الاسم الرسمي “بريكس”.

وتمثل الدول الأعضاء في البريكس حوالي 40% من سكان العالم، وتعتبر من أكبر الاقتصادات الناشئة التي تسعى إلى تعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والتنمية المستدامة، وتحدي الهيمنة الغربية في النظام الاقتصادي العالمي.

وفي إطار سعيها لتعزيز دورها في الساحة الدولية وتحقيق رؤيتها لعالم متعدد الأقطاب، وفي قمة 2023 بجنوب افريقيا تم دعوة 30 بلد للحضور من اجل مناقشة قضية هيمنة الدولار وايضا توسيع منظمة البريكس.

وكانت الجزائر حاضرة وجاهزة لقبول الانضمام في حال ما تمت دعوتها، لكن القمة قررت توجيه الدعوة الى مصر واثيوبيا من افريقيا ودعوة السعودية و الامارات وايران من أسيا والارجنتين من امريكا للانضمام إلى مجموعة البريكس.

وقد كانت الجزائر دائمًا من الدول الداعية لفكرة تعدد الأقطاب، حيث اعتبرت أن انضمامها إلى المجموعة سيساهم في دعم التعاون الاقتصادي والسياسي بين دول الجنوب ويعزز من مكانتها الإقليمية والدولية.

ويعكس هذا القرار تجاهلًا لدور الجزائر التاريخي في الدعوة إلى تعدد الأقطاب، مما دفعها إلى البحث عن بدائل استراتيجية مثل “المخطط ب”، الذي يهدف إلى إنشاء “مجموعة السبع الثانية” لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول النامية بعيدًا عن الهيمنة التقليدية للقوى الكبرى.